للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت تعبد، فمن كان يعبد من دون الله شيئًا اتبعه، حتى يقذف في جهنم (١). قال الله تعالى: ﴿هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٣٠)[يونس: ٣٠]، فقال: ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (٩٤) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥)[الشعراء: ٩٤ - ٩٥].

قال رسول الله : "تمد الأرض مد الأديم يوم القيامة لعظمة الله ﷿ ثم (٢) لا يكون لبشر من بني آدم فيها إلا موضع قدميه ثم أدعى أنا أول الناس فأخر ساجدًا ثم يؤذن لي فأقول: يا رب خبرني هذا جبريل وهو عن يمين الرحمن (٣) ، أنك أرسلته إليّ وجبريل ساكت لا يتكلم حتى يقول الله ﷿ صدق، ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول يا رب عبادك عبدوك في أقطار الأرض فذلك المقام المحمود" (٤)، ثم يبعث البعث الرابع وهم قوم وحدوا الله وكذبوا المرسلين جهلوا صفات الله وردوا عليه كتبه ورسله، ثم يبعث البعث الخامس والسادس وهم أهل الكتابين يأتون (٢) بهم (٥) عطاشًا يقال لهم: ما لكم ما تبغون؟ فيقولون: عطشنا يا ربنا فاسقنا، فيقال لهم: ألا تردون فيسار بهم إلى جهنم، كأنها سراب يحطم بعضها بعضًا، فيردونها سقوطًا فيها ثم تقع المحنة بالمنافقين والمؤمنين في معرفة ربهم وتمييزه من المعبودات من دونه فيذهب الله المنافقين ويثبت المؤمنين، ثم ينصب الصراط مجازًا (٦) على (٣) متن جهنم أعاذنا الله منها أرق من الشعر (٧) وأحدّ من الموسى كما وصفه (٤) رسول الله فيسقط أهل البدع في الباب السادس منه أو الخامس، (٥) وأهل الكتاب (٨) في السابع أو السادس، وإنما يسقط الساقط بعد ما يعجز عمله


(١) في (ع): به في جهنم.
(٢) (ثم): ليست في (ظ).
(٣) في (ع): العرش.
(٤) إلى هذا الموضع أخرجه الحاكم في مستدركه ٤/ ٦١٤، ح ٨٧٠١؛ والحارث في مسنده ٢/ ١٠٠٨، ح ١١٣١.
(٥) في (ع): يأتون ربهم.
(٦) في (ع): مجازة، والمراد بقوله: مجازًا، أي معبرًا.
(٧) في (ظ): أدق من الشعرة.
(٨) في (ع): الكتابين.

<<  <  ج: ص:  >  >>