للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسند أبو عمر بن عبد البر في ذلك حديثًا في التمهيد (١) عن أبي هريرة أن رسول الله الله عاد مريضًا من وَعَكٍ به، فقال النبي : "أبشر؛ فإن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار".

وقالت فرقة (٢): الورود: النظر إليها في القبر فينجي منها الفائز، ويصلاها من قدر عليه دخولها، ثم يخرج منها بالشفاعة أو بغيرها من ، واحتجوا بحديث ابن عمر : "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي" الحديث (٣).

وقيل (٤): المراد بالورود: الإشراف على جهنم والاطلاع عليها والقرب منها، وذلك أنهم يحضرون موضع الحساب، وهو بقرب جهنم فيرونها وينظرون إليها في حالة الحساب، ثم ينجي الله الذين اتقوا مما نظروا إليه، ويصار بهم إلى الجنة ونذر الظالمين أي يؤمر بهم إلى النار، قال الله تعالى: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ﴾ [القصص: ٢٣] أي أشرف عليه (٥) لا أنه دخله.

وروت حفصة من أن رسول الله قال: لا يدخل النار أحد من أهل بدر والحديبية، قالت: فقلت: يا رسول الله وأين قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾؟ فقال رسول الله : [وقد قال الله ﷿: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾] (٦)، أخرجه مسلم (٧) من حدث أم مبشر (٨) قالت: سمعت رسول الله يقول عند حفصة الحديث.


(١) ٦/ ٣٥٩؛ والطبري في تفسيره ١٦/ ١١١.
(٢) في (ع، ظ): طائفة.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه ١/ ٤٦٤، ح ١٣١٣؛ ومسلم في صحيحه ٤/ ٢١٩٩، ح ٢٨٦٦.
(٤) ذكره ابن عطية في تفسيره ١١/ ٤٩.
(٥) في (ع، ظ): عليها.
(٦) ما بين المعقوفتين من (صحيح مسلم). وفي (الأصل، ظ) ثم ينجي الله الذين اتقوا. وفي (ع): ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾.
(٧) في صحيحه ٤/ ١٩٤٢، ح ٢٤٩٦.
(٨) أم مبشر الأنصارية، امرأة زيد بن حارثة، يقال: اسمها حميمة بنت صيفي بن صخر، صحابية مشهورة، انظر: تقريب التهذيب ص (٧٥٨)، رقم ٨٧٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>