للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما شاء من [الجن] (١) المؤمنين أو غيرهم مما يكون في صورة الناس.

ذكر قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي قال: مات عمرو بن قيس الملائي بناحية من فارس فاجتمع لجنازته من الخلق ما لا يحصى، فلما دفن نظروا فلم يروا أحدًا. قال الرفاعي: سمعت هذا ممن لا أحصي كثرة.

وكان سفيان الثوري يتبرك بالنظر إلى عمرو بن قيس هذا (٢).

ولما مات أحمد بن حنبل صلى عليه من المسلمين (٣) ما لا يحصى، فأمر المتوكل أن يمسح موضع الصلاة عليه من الأرض فوجد موقف ألفي ألف وثلاث مائة ألف أو نحوها، ولما انتشر خبر موته أقبل الناس من البلاد يصلون على قبره فصلى عليه ما لا يحصى.

ولما مات الأوزاعي اجتمع للصلاة عليه من الخلق ما لا يحصى، ويروى أنه أسلم في ذلك اليوم من أهل الذمة: اليهود والنصارى نحو من ثلاثين ألفًا لما رأوا من كثرة الخلق على جنازته ولما رأوا من العجب في ذلك اليوم.

ولما مات سهل بن عبد الله التستري انكب الناس على جنازته وحضرها من الخلق ما لا يعلمه إلا الله، وكانت في البلد ضجة، فسمع بها يهودي شيخ كبير فخرج، فلما رأى الجنازة صاح وقال: هل ترون ما أرى، قالوا: وما ترى؟ قال: أرى قومًا ينزلون من السماء يتمسحون بالجنازة (٤) ثم أسلم وحسن إسلامه.


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ)، وفي (العاقبة): الجن والإنس.
(٢) لعل مراد الراوي أنه يتقرب إلى الله تعالى بالنظر إليه ليذكره سمته بالآخرة، أما السلف الصالح بما فيهم الصحابة فما كانوا يتبركون بشخص أو آثاره إلا رسول الله وكان ذلك خاصًّا به ، ولم يؤثر أن الصحابة فعلوه مع أبي بكر أو عمر رضي الله عن الجميع.
(٣) في (ظ): من الناس.
(٤) هذه الرواية فيها نَفَسٌ صوفي ظاهر، حيث يدندن الصوفية دائمًا حول التعلق =

<<  <  ج: ص:  >  >>