للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نتزاور في الله ونتجالس في الله ونتباذل في الله ﷿، قالوا: ادخلوا (١) الجنة فنعم أجر العاملين.

وذكر (٢) من حديث أنس قال: قال رسول الله : "إذا جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ينادي منادٍ من بطنان العرش: أين أهل المعرفة بالله؟ أين المحسنون؟ قال: فيقوم عنق من الناس حتى يقفوا بين يدي الله تعالى، فيقول: وهم أعلم بذلك ما أنتم؟ فيقولون: نحن أهل المعرفة بك الذين عرَّفتنا إياك وجعلتنا أهلًا لذلك، فيقول: صدقتم، ثم يقول: ما عليكم من سبيل ادخلوا الجنة برحمتي، ثم تبسم رسول الله فقال: لقد نجاهم الله من أهوال يوم القيامة".

قال أبو نعيم: هذا طريق مرضي لولا الحارث بن منصور الوراق وكثرة وهمه.

ابن المبارك (٣) عن ابن عباس قال: "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الحامدون لله على كل حال، فيقومون فيسرحون إلى الجنة ثم ينادي منادٍ ثانية ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الذين كانت: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦)[السجدة: ١٦] قال: فيقومون فيسرحون إلى الجنة، قال: ثم ينادي ثالثة: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الذين كانوا ﴿لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ [النور: ٣٧]، فيقومون فيسرحون إلى الجنة".

وروي أنه: "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين عبادي الذين أطاعوني وحفظوا عهدي بالغيب فيقومون (٤)، كأن وجوههم البدر أو الكوكب الدري


(١) في (الأصل): ادخل، والتصويب من (ع، ظ، الحلية).
(٢) الحديث لا يوجد في الحلية، ولم أقف على من ذكره.
(٣) في الزهد (الزوائد) ص (١٠٢)، ح ٣٥٣؛ وأبو نعيم في الحلية ٦/ ٦٢.
(٤) في (ع): فيوقفون.

<<  <  ج: ص:  >  >>