للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه (١)، فيطيف به أهل النار فيقولون: أي فلان ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: كنت آمر بالمعروف ولا أفعله وأنهى عن المنكر وأفعله"، خرَّجه مسلم (٢) بمعناه (٣) أسامة (٤) قال: سمعت رسول الله يقول: "يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول، بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنه عن المنكر وآتيه".

وخرج أبو نعيم (٥) من حديث مالك بن دينار عن ثمامة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت وَفَتْ (٦)، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء خطباء أمتك، الذين يقولون ولا يفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون".

وخرجه ابن المبارك (٧) قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله : "رأيت ليلة أسري بي رجالًا تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: خطباء، أي من الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب".

قال (٨): وأخبرنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي قال: يطلع قوم من أهل


(١) في (الأصل): برحائه، والتصويب من (ع، البخاري).
(٢) في صحيحه ٤/ ٢٢٩٠، ح ٢٩٨٩.
(٣) في (ع، ظ): مسلم أيضًا بمعناه.
(٤) في (ع، ظ): عن أسامة بن زيد.
(٥) في (الحلية): ٢/ ٣٨٦.
(٦) في (الأصل): كلما قرضت عادت وقمت، والتصويب من (ع، ظ، الحلية)، والمعنى: تمت وطالت، انظر: النهاية في غريب الحديث ٥/ ٢١٠.
(٧) في الزهد ١/ ٢٨٢، ح ٨١٩؛ وأحمد في المسند ٣/ ١٨٠، ح ١٢٨٧٩.
(٨) أي ابن المبارك في الزهد ١/ ٢١، ح ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>