للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرحمن: ٧٠] وليس [كل حسن] (١) كحسن الياقوت والمرجان، وقال في الأوليين] (٢): ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾ [الرحمن: ٤٨] وفي الأخريين: ﴿مُدْهَامَّتَانِ (٦٤)[الرحمن: ٦٤]، أي خضراوان كأنهما من شدة خضرتهما سوداوان، ووصف الأوليين بكثرة الأغصان، والأخريين بالخضرة وحدها، وفي هذا كله تحقيق المعنى الذي عضدنا بقوله: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢)﴾، ولعل ما لم يذكره من تفاوت ما بينهما أكثر مما ذكر.

فإن قيل: كيف لم يذكر أهل هاتين الجنتين كما ذكر أهل الجنتين الأوليين؟

قيل: الجنان الأربع لمن خاف مقام ربه إلا أن الخائفين لهم مراتب، فالجنتان الأوليان لأعلى العباد رتبة في الخوف من الله تعالى، والجنتان الأخريان لمن قصرت حاله في الخوف من الله تعالى.

قال الشيخ : فهذا قول، والقول الثاني أن الجنتين في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا﴾ أعلى وأفضل من الأوليين ذهب إلى هذا الضحاك، وأن الجنتين الأوليين من ذهب وفضة والأخريين من ياقوت وزمرد، وقوله: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا﴾ أي من أمامهما ومن قبلهما وإلى هذا القول ذهب أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي الحكيم في نوادر الأصول (٣)، وقال: ومعنى ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢)﴾ دون هاتين إلى العرش، أي أقرب وأدنى إلى العرش.

وقال مقاتل: الجنتان الأوليان جنة عدن وجنة النعيم، والأخريان: جنة الفردوس وجنة المأوى (٤).

قال الشيخ : ويدل على هذا قوله : "إذا


(١) ما بين المعقوفتين من (ظ) وهو طمس في (ع).
(٢) ما بين المعقوفتين من (ظ).
(٣) ذكر الحكيم الترمذي صفة الجنان الأربع ١/ ٤٢٤، ولم أقف على نقل المؤلف.
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره ٥/ ٤٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>