للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ذخرًا بله ما أطلعكم (١) عليه، ثم قرأ: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ [السجدة: ١٧] بله معناه غير، وقيل: اسم من أسماء الأفعال بمعنى دَع.

ابن ماجه (٢) أسامة عن بن زيد قال: قال رسول الله ذات يوم لأصحابه: "ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيحة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام آبد، في حبرة ونضرة في دار عالية سليمة بهية قالوا: نحن المشمرون لها يا رسول الله، قال: قولوا إن شاء الله، قالوا إن شاء الله، ثم ذكر الجهاد وحض عليه".

الترمذي (٣) عن أبي هريرة قال: قلت: "يا رسول الله مم خلق الخلق؟ قال: الماء، قلت (٤) الجنة ما بناؤها؟ قال: لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من دخلها ينعم ولا يبأس. ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم"، وذكر الحديث وقال (٥): "ليس إسناده بذلك القوي وليس هو عندي بمتصل، وقد روي هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي هريرة عن النبي ".

[قال الشيخ : خرّج هذا أبو داود الطيالسي في مسنده (٦) قال: حدثنا إبراهيم بن معاوية عن سعد الطائي قال: حدثني أبو المدلة مولى أمير المؤمنين أنه سمع أبا هريرة يقول: قلنا يا رسول الله، أما إذا كنا عندك رقت قلوبنا،


(١) (ع): ما أطلعتكم.
(٢) في سننه ٢/ ١٤٤٨، ح ٤٣٣٢؛ والبزار في مسنده ٧/ ٤٣، ح ٢٥٩١؛ والطبراني في الكبير ١/ ١٦٢، ح ٣٨٨، ضعفه الألباني، انظر: ضعيف ابن ماجه للألباني ص (٣٥٤)، ح ٩٤٦.
(٣) في جامعه ٤/ ٦٧٢، ح ٢٥٢٦؛ وابن حبان في صحيحه ١٦/ ٣٩٦، ح ٧٣٨٧، قال الألباني: صحيح دون قوله: "مم خلق الخلق" انظر صحيح الترمذي ٢/ ٣١٠ - ٣١١، ح ٢٠٥٠.
(٤) في (الترمذي): قلنا.
(٥) أي الترمذي.
(٦) ص (٣٣٧)، ح ٣٥٨٣، وابن حبان في صحيحه ١٦/ ٣٩٦، ح ٧٣٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>