للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجدير بالطالب أن يعنى بجميع الطرق الموصلة إلى العلم، وأن يحرص عليها قاصدا وجه ربه عز وجل، يريد الله والدار الآخرة، يريد أن يتفقه في دينه وأن يتبصر به، يريد أن يعرف ما أوجب الله عليه، وما حرم عليه، يريد أن يعرف ربه على بصيرة وبينة، ثم يعمل بذلك، يريد أن ينقذ الناس، ويكون من دعاة الهدى، وأنصار الحق، ومرشدا إلى الله على علم وهدى، فهو حيثما تصرف على خير عظيم بهذه النية الصالحة، حتى نومه من طرق الجنة، إذا نام: ليتقوى على طلب العلم، وأداء الدرس كما ينبغي، ليتقوى على حفظ كتاب في العلم، ليتقوى على السفر في طلب العلم، فنومه عبادة، وسفره عبادة، وتصرفاته الأخرى بهذه النية عبادة، بخلاف من ساءت نيته، فهو على خطر عظيم، جاء في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة (١) » رواه أبو داود - رحمه الله - بإسناد جيد (٢) .

وهذا وعيد عظيم لمن ساءت نيته. وروي عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فالنار النار (٣) » .


(١) سنن أبو داود العلم (٣٦٦٤) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٥٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٣٨) .
(٢) أخرجه أبو داود برقم (٣١٧٩) ، كتاب العلم، باب في طلب العلم لغير الله تعالى.
(٣) أخرجه ابن ماجه برقم (٢٥٠) كتاب المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به

<<  <  ج: ص:  >  >>