للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يخلقهما باطلا، بل خلقهما لحكمة عظيمة وقد أنكر على من حسب ذلك وظنه قال: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} (١) يعني معطلا مهملا، كلا لم يترك سدى بل أمر ونهي، وقال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (٢) أنكر عليهم هذا الحسبان، وأنه سبحانه إنما خلقهم ليعبدوه لم يخلقوا عبثا ولا سدى، وهذه العبادة يجب على المكلفين أن يتعلموها ويعرفوها، هذه العبادة التي أنت مخلوق لها يا عبد الله، عليك أن تعرفها بأدلتها حتى تعبد الله على بصيرة، فأنت مأمور بأن تتعلم. قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} (٣) قال تعالى: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (٤) هذا الواجب على كل مكلف أن يتعلمه، وأن يتفقه في الدين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا


(١) سورة القيامة الآية ٣٦
(٢) سورة المؤمنون الآية ١١٥
(٣) سورة محمد الآية ١٩
(٤) سورة الطلاق الآية ١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>