للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالطور، والذاريات، {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} (١) {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} (٢) {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} (٣) {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} (٤) إلى غير ذلك، وهذه مخلوقات يقسم بها سبحانه لأنها دالة على عظمة الله ودالة على أنه رب العالمين وأنه سبحانه هو المستحق لأن يعبد فهو سبحانه يقسم بما يشاء، أما المخلوق فليس له أن يحلف إلا بالله ولا يجوز له أن يحلف بالنبي ولا بالأمانة ولا بأبيه، ولا بغير ذلك من المخلوقات لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت (٥) » ولقوله عليه الصلاة والسلام: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك (٦) » أخرجه الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإسناد صحيح فلا يجوز لأحد أن يحلف بأبيه أو بأمه أو بالنبي أو بفلان إنما الحلف بالله وحده كوالله وبالله وتالله. . . وغيرها ويقول صلى الله عليه وسلم: «لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون (٧) » .

يبين جل وعلا في هذه السورة العظيمة أن الإنسان في خسران، الرجال والنساء والجن والإنس كلهم في خسارة، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٨) هؤلاء هم الرابحون السعداء، الذين آمنوا بالله ورسوله، آمنوا بأن الله ربهم ومعبودهم الحق، وأنه فوق السماوات وفوق العرش وفوق جميع الخلق سبحانه وتعالى، آمنوا بعلو الله وأنه سبحانه فوق العرش بائن من خلقه كما قال جل وعلا: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٩)


(١) سورة النجم الآية ١
(٢) سورة الليل الآية ١
(٣) سورة الشمس الآية ١
(٤) سورة التين الآية ١
(٥) رواه البخاري في الشهادات برقم ٢٤٨٢، ومسلم في الأيمان برقم ٣١٠٥ واللفظ متفق عليه.
(٦) رواه أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة برقم ٣١١.
(٧) رواه النسائي في الأيمان برقم ٣٧٠٩، وأبو داود في الأيمان والنذور برقم ٢٨٢٧.
(٨) سورة العصر الآية ٣
(٩) سورة طه الآية ٥

<<  <  ج: ص:  >  >>