للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتوحيد الله وطاعته وترك معصيته والقيام بحقه فلهذا قال سبحانه وتعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} (١) يعني الذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا الله ورسوله ثم عملوا الصالحات: أي أدوا الصلوات الخمس وحافظوا عليها كما أمر الله وأدوها بالطمأنينة والخشوع، وأدوا الزكاة، وصاموا رمضان، وحجوا البيت، وبروا الوالدين، ووصلوا الأرحام، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وجاهدوا في سبيل الله إلى غير ذلك مما أوجب الله ورسوله وتركوا الإشراك بالله، وخصوه سبحانه وحده بالعبادة لا يشركون به شيئا، ولا يأتون شيئا مما نهاهم عنه من جميع المعاصي التي نهاهم عنها، ويجب على المؤمن أن يحذر مما حرم الله عليه، وهكذا المؤمنة تحذر من سائر المعاصي.

فعبادة الله والإيمان بالله معناه: الإخلاص لله في العمل وطاعة الأوامر وترك النواهي على المنهج الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فالمؤمن يصلي كما أمر الله، ويصوم كما أمر الله، ويزكي كما أمر الله، ويحج كما أمر الله، ويجاهد كما أمر الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله، وينصح ويوصي إخوانه بالخير، هكذا بالله وباليوم الآخر ثم قال بعدها {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} (٢) يعني: مع العمل تواصوا فيما بينهم أن يعملوا، ويؤدوا فرائض الله، وينتهوا عن محارم الله، يرجون ثوابه، ويخافون عقابه عن صدق وعن إخلاص، ثم يتواصون بالصبر فكل واحد ينصح أخاه إذا رأى منه تقصيرا ينصحه يوضح له الخير ويدعوه إلى الله، ويقول: يا أخي اتق الله يا أخي فعلت كذا يا أخي تركت كذا


(١) سورة العصر الآية ٣
(٢) سورة العصر الآية ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>