رأيت بشرا المريسي، عليه لعنة الله مرة واحدة، شيخا قصيرا دميم المنظر، وسخ الثياب وافر الشعر، أشبه شيء باليهود، وكان أبوه يهوديا صباغا بالكوفة في سوق المراضع، ثم قال: لا يرحمه الله، ولقد كان فاسقا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، قال: حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، قال: حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، قال: حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: سمعت أبا زرعة يعني الرازي يقول: بشر المريسي زنديق.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي بصور، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع، قال: حدثنا ابن مخلد إملاء، قال: حدثني يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا بشار بن موسى قال: سمعت أبا يوسف القاضي يقول لبشر المريسي: طلب العلم بالكلام هو الجهل والجهل بالكلام هو العلم، وإذا صار رأسا في الكلام قيل: زنديق أو رمي بالزندقة، يا بشر بلغني أنك تتكلم في القرآن إن أقررت لله علما خصمت، وإن جحدت العلم كفرت.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرقي بالرقة، قال: حدثنا سليم بن منصور بن عمار في مجلس روح بن عبادة قال: كتب بشر المريسي إلى أبيه منصور بن عمار: أخبرني القرآن خالق أو مخلوق؟! قال: فكتب إليه: عافانا الله وإياك من كل فتنة، وجعلنا وإياك من أهل السنة والجماعة، فإنه إن يفعل فأعظم به من نعمة وإلا فهي الهلكة، وليست لأحد على الله بعد المرسلين حجة. نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة، تشارك فيه السائل والمجيب وتعاطى