مقام مبارز، والمبارز لا ينهزم به الجيش. وجعل يذكر فضائله، وأذكر فضائل أبي بكر فقلت: كم تكثر هذه الفضائل، لهما حق، ولكن الذين أخذنا عنهم القرآن والسنن أصحاب رسول الله ﷺ قدموا أبا بكر فقدمناه لتقديمهم، فالتفت أحمد بن خالد وقال: ما أدري لم فعلوا هذا؟ فقلت: إن لم تدر فأنا أدري. قال: لم فعلوا؟ فقلت: إن السؤدد والرياسة في الجاهلية كانت لا تعدوا منزلتين؛ إما رجل كانت له عشيرة تحميه، وإما رجل كان له مال يفضل به، ثم جاء الإسلام فجاء باب الدين، فمات النبي ﷺ وليس لأبي بكر مال، وقد قال رسول الله ﷺ: ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر، ولم تكن تيم لها مع عبد مناف ومخزوم تلك الحال، وإذا بطل اليسار الذي به كان يرؤس أهل الجاهلية لم يبق إلا باب الدين، فقدموه له، فأفحم.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي من ضبة البصرة، كان فاضلا نبيلا، مقدما في العلم والفقة والحديث ثبتا فيه، محمودا في أموره كلها.
سمعت أبا نصر الحسين بن محمد الشاهد يقول وذكر القاضي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل وكان به عالما قديم الصحبة له، فأثنى عليه بأحسن الثناء وقال: القاضي أبو عبد الله تجر فحمد، وأتمن فحمد، وشهد فحمد، وولي القضاء فحمد، وأفتى فحمد، وحدث فحمد.
قال أبو الحسن: ولي قضاء الكوفة فحمد آثاره في ولايته، وولي قضاء فارس وأعمالها مضافا إلى الكوفة فلم يزل على القضاء إلى أن لزم دار السلطان يستعفي قبل سنة عشرين وثلاثمائة، إلى