رزق الله منه خيرا بحمد الله ونعمته. قال: فقال: على من قرأت؟ قال: فذكرني، قال: فقال له: اقرأ حتى أسمع قراءتك، قال: فقرأت قراءة لينة. قال: فقال: لا، اقرأ كما تقرأ على أستاذك، قال: فأضجعت رجلي اليسرى، ونصبت اليمنى، وحللت أزراري وحسرت عن ذراعي، ثم ابتدأت فقرأت خمس آيات بالتحقيق. قال: فقال لي: حسبك، ثم التفت إلى أصحابه، فقال: من لم يدخل الكوفة، ويشرب من ماء الفرات، لم يقرأ القرآن. قال: ثم قدمت البصرة، فأتيت أيوب بن المتوكل، فقام من مجلسه فأجلسني فيه، وجلس بين يدي، فكبر ذلك على أصحابه، فالتفت إليهم، فقال: إني رأيت البارحة فيما يرى النائم كأن قد دخل هذه القرية أمير المؤمنين. قال خلف: ثم قدم أيوب علينا ها هنا، فكان يسألني عن دقائق قراءة حمزة.
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، قال: حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي، قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد المعروف بابن أبي قرية المؤدب، قال: قلت لخلف: يا أبا محمد، قرأت في كتابك، كتاب حروف القراءات: حدثني سليم بن عيسى، قال: قرأت القرآن على حمزة بن حبيب عشر مرات، وقرأت أنا القرآن على سليم بن عيسى مرارا، فلم لم تبين ذلك كما بينه سليم؟ فقال: قد ظننت أنه لا يسألني عن ذاك إلا مثلك وسأخبرك: إني لما أكثرت من القراءة على سليم وأقمت أقرئ ببغداد، قدمت عليه بالكوفة بعد ذاك، فقال: ما جاء بك يا خلف فقد اكتفيت؟ قلت: أحببت أن أزداد من الدرس، قال: كلا لكنك أحببت أن تحضر الجماعات والجُمُعات، فتقول: قرأت على سليم كذا وكذا من مرة، فقلت: فإني أعاهد الله أن لا أخبر بذلك أحدا، فمن أجل ذلك قلت في كتابي: وقرأت أنا القرآن على سليم مرارا.