إلى من أحب، وأما ابن إدريس فصاح به: مر من هاهنا، وقبلها حفص، وخرجت الرقعة إلى ابن إدريس من بيننا عافانا الله وإياك، سألناك أن تدخل في أعمالنا فلم تفعل، ووصلناك من أموالنا فلم تقبل، فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه إن شاء الله، فقال للرسول: إذا جاءنا مع الجماعة حدثناه إن شاء الله. ثم مضينا فلما صرنا إلى الياسرية حضرت الصلاة فنزلنا نتوضأ للصلاة، قال وكيع: فنظرت إلى شرطي محموم نائم في الشمس عليه سواده فطرحت كسائي عليه، وقلت: يدفأ إلى أن أتوضأ فجاء ابن إدريس فاستلبه، ثم قال لي: رحمته لا رحمك الله، في الدنيا أحد يرحم مثل ذا؟ ثم التفت إلى حفص، فقال له: يا حفص قد علمت حين دخلت إلى سوق أسد فخضبت لحيتك، ودخلت الحمام أنك ستلي القضاء، لا والله لا كلمتك حتى تموت. قال: فما كلَّمه حتى مات.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن بسطام، قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن إدريس قال: أتيت الأعمش، فقال لي: والله لا حدثتك شهرا، فقلت له: والله لا آتيك سنة. قال: فلم آته إلا بعد سنة قال: فلما رآني قال لي: ابن إدريس؟ قلت: نعم. قال: أحب أن تكون للعرب مرارة.
أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال: حدثني أبو محمد سعدان بن يزيد البزاز، قال: حدثني سلمة بن عقار قال: كنت عند ابن إدريس فوجه بابنه إلى البقال ليشتري له حاجة فأبطأ، ثم جاء، فقال له: يا بني ما بطأك؟ قال: مضيت إلى السوق قال: لم لم تشتر من هذا البقال الذي معنا في السكة؟ قال: هذا يغلي علينا، قال: اشتر منه، وإن أغلى عليك فإنما جاورنا لينتفع.
أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: حدثني أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا