قال: حدثني أبو علي إسماعيل بن إبراهيم بن بشر القرشي، قال: حدثنا أصحابنا أن المهدي كتب إلى عبيد الله بن الحسن وهو قاضي البصرة كتابا، فقرأه عبيد الله فرده؛ فحمل عبيد الله إلى المهدي فعاتبه؛ فكان فيما عاتبه به أن قال له: رددت كتابي؟ فقال عبيد الله: يا أمير المؤمنين إني لم أرد كتابك ولكنه كان ملحونا، وكتاب أمير المؤمنين لا يكون ملحونا. فصدق المهدي مقالته وأجازه ورده إلى عمله.
أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سالم المخرمي، قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب، قال: حدثنا الزبير، قال: حدثني محمد بن سلام الجمحي، قال: وفد عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة على أمير المؤمنين المهدي فتكلم بين يديه؛ فبينا شبيب بن شيبة يغدي أصحابه؛ إذ جاءه رسول عبيد الله بن الحسن، يقول له: ائتني الساعة. فغسل يديه، وقال لأصحابه: أتموا غداءكم وركب إليه؛ فقال له: إني تكلمت اليوم بين يدي أمير المؤمنين، وأبو عبيد الله حاضر فأحب أن تأتيه عسى أن يجري لي ذكر فتنظر: هل عجب لكلامي؟ قال شبيب: فجئته؛ فقال لي: قد تكلم اليوم صاحبكم بين يدي أمير المؤمنين؛ فقلت له: فما سمعت؟ فقال: رسائل غيلان، ومواعظ الحسن، نسج بين ذلك، فملح.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، قال: أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، قال: سمعت أبا مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، يقول: سمعت أبي أحمد يقول: سمعت أبي عبد الله يقول: كتب المهدي إلى عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة يأمره: انظر إلى الأرض التي يخاصم فيها فلان التاجر فلانا القائد فاقض بها للقائد، قال: اجمع شهودا؛ فجمع جماعة فكتب عليه حكما