أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أنشدنا أبو علي الهائم، قال: أنشدنا السري بن أحمد الرفاء الموصلي لنفسه من أبيات [من المنسرح]:
إذا سقى الله منزلا فسقى … بغداد ما حاولت من الديم
يا حبذا صحبة العلوم بها … والعيش بين اليسار والعدم
وأنشدنا التنوخي قال: أنشدنا أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن خلف الهمذاني لنفسه [من الطويل]:
فدى لك يا بغداد كل قبيلة … من الأرض حتى خطتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها … وسيرت رحلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا … ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرق شمائلا … وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا
وكم قائل لو كان ودك صادقا … لبغداد لم ترحل فكان جوابيا
يقيم الرجال الأغنياء بأرضهم … وترمي النوى بالمقترين المراميا
قرأت في كتاب طاهر بن المظفر بن طاهر الخازن بخطه من شعره [من الطويل]:
سقى الله صوب الغاديات محلة … ببغداد بين الكرخ فالخلد فالجسر
هي البلدة الحسناء خصت لأهلها … بأشياء لم يجمعن مذ كن في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحة … وماء له طعم ألذ من الخمر
ودجلتها شطان قد نظما لنا … بتاج إلى تاج وقصر إلى قصر
ترابها كمسك والمياه كفضة … وحصباؤها مثل اليواقيت والدر
حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الشافعي البصري،