حدثنا محمد بن علي الصوري، قال: سمعت أبا محمد رجاء بن محمد بن عيسى الأنصناوي المعدل يقول: سألت أبا الحسن الدارقطني، فقلت له: رأى الشيخ مثل نفسه؟ فقال لي: قال الله تعالى: (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ)، فقلت له: لم أرد هذا، وإنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت شيخا لم ير مثله. فقال لي: إن كان في فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وأما من اجتمع فيه ما اجتمع في فلا.
حدثني أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي، قال: سمعت أبا ذر الهروي يقول: سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وسئل عن الدارقطني، فقال: ما رأى مثل نفسه.
قال لي الأزهري: كان الدارقطني ذكيا إذا ذوكر شيئا من العلم، أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر، ولقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع أبي الحسن في دعوة عند بعض الناس ليلة، فجرى شيء من ذكر الأكلة، فاندفع أبو الحسن يورد أخبار الأكلة وحكاياتهم، ونوادرهم حتى قطع ليلته، أو أكثرها بذلك.
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول: كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظا ورد بغداد إلا مضى إليه وسلم له. يعني سلم له التقدمة في الحفظ، وعلو المنزلة في العلم.
حدثني الصوري، قال: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ بمصر يقول: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله ﷺ ثلاثة: علي بن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني في وقته.
أخبرنا البرقاني، قال: كنت أسمع عبد الغني بن سعيد الحافظ كثيرا إذا حكى عن أبي الحسن الدارقطني شيئا يقول: قال أستاذي، وسمعت أستاذي، فقلت له في ذلك، فقال: وهل تعلمنا هذين الحرفين من العلم إلا من أبي الحسن الدارقطني، قال لنا البرقاني: وما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني بن سعيد.
حدثنا الأزهري، قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس