ثم قال: كأني أعرف شعرا أخذه العباس منه، فقلت له: أنشدنا أبو العيناء، عن الأصمعي لمزاحم العقيلي [من الطويل]:
ألا يا سرور النفس ليس بعالم بك الناس حتى يعلموا ليلة القدر سوى رجمهم بالظن والظن مخطئ مرارا ومنهم من يصيب ولا يدري فقال: هو والله الذي أردت، لو رآك عمك لأقر الله عينه بك.
أخبرنا محمد بن الحسن الأهوازي، قال: أخبرنا الحسن بن عبد الله اللغوي، عن محمد بن يحيى، قال: سمعت أبا العباس عبد الله بن المعتز يقول: لو قيل لي: ما أحسن شعر تعرفه؟ لقلت: شعر العباس بن الأحنف [من البسيط]:
قد سحب الناس أذيال الظنون بنا وفرق الناس فينا قولهم فرقا فكاذب قد رمى بالظن غيركم وصادق ليس يدري أنه صدقا أخبرنا علي بن أيوب القمي، قال: حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال: أخبرني الصولي، قال: حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي، قال: سمعت الزبير يقول: العباس بن الأحنف أشعر أهل زمانه في قوله [من البسيط]:
يعتل بالشغل عنا ما يكلمنا والشغل للقلب ليس الشغل للبدن ويقول: لا أعلم شيئا من أمور الدنيا خيرها وشرها، إلا وهو يصلح أن يتمثل فيه بهذا النصف الأخير، قال المرزباني: وهو من هذه الأبيات [من البسيط]:
أغيب عنك بود لا يغيره نأي المحل ولا صرف من الزمن فإن أعش فلعل الدهر يجمعنا وإن أمت فبطول الهم والحزن قد حسن الحب في عيني ما صنعت حتى أرى حسنا ما ليس بالحسن أخبرني علي بن أيوب، قال: أخبرنا المرزباني، قال: أخبرني الصولي، قال: روي عن الزبير بن بكار أن بشارا أنشد قول العباس بن الأحنف أول ما قال الشعر [من الكامل]:
لما رأيت الليل سد طريقه عني وعذبني الظلام الراكد والنجم في كبد السماء كأنه أعمى تحير ما لديه قائد