للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجعل العتابي لا يأخذ في شيء إلا عارضه فيه إسحاق، فبقي العتابي متعجبا، ثم قال: يا أمير المؤمنين أتاذن لي في مسألة هذا الشيخ عن اسمه، قال: نعم سله، فقال لإسحاق: يا شيخ من أنت وما اسمك؟ قال: أنا من الناس، واسمي كل بصل، فتب م العتابي، ثم قال: أما النسب فمعروف، وأما الاسم فمنكر، فقال له إسحاق: ما أقل إنصافك، أتنكر أن يكون اسمي كل بصل، واسمك كل ثوم، وما كلثوم من الأسماء؟ أو ليس البصل أطيب من الثوم، فقال له التعابي: لله درك ما أحجك، أتاذن لي يا أمير المؤمنين أن أصله بما وصلتني به، فقال له المأمون: بل ذلك موفر عليك، ونأمر له بمثله، فقال له إسحاق: أما إذا أقررت بهذه، فتوهمني تجدني، فقال له: ما أظنك إلا إسحاق الموصلي الذي يتناهى إلينا خبره، قال: أنا حيث ظننت، فأقبل عليه بالتحية والسلام، فقال المأمون: وقد طال الحديث بينهما، أما إذا اتفقتما على المودة فانصرفا، فانصرف العتابي إلى منزل إسحاق، فأقام عنده.

وأخبرنا النعالي، قال: أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني، قال: أخبرني إبراهيم بن أيوب، عن عبد الله بن مسلم، قال أبو الفرج، وأخبرني علي بن سليمان، عن محمد بن يزيد قالا جميعا: كتب المأمون في إشخاص كلثوم بن عمرو العتابي، فلما دخل عليه، قال له: يا كلثوم بلغتني وفاتك فساءتني، ثم بلغتني وفادتك فسرتني، فقال له العتابي: يا أمير المؤمنين، لو قسمت هاتان الكلمتان على أهل الأرض لوسعتاهم فضلا وإنعاما، وقد خصصتني منهما بما لا يتسع له أمنية ولا ينبسط لسواه أمل، لأنه لا دين إلا بك، ولا دنيا إلا معك، قال: سلني، قال: يدك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال، فوصله صلات سنية، وبلغ به من التقديم والإكرام أعلى محل.

أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد اللغوي، قال: حدثنا أحمد بن عمرو الحنفي، قال: حدثنا

<<  <  ج: ص:  >  >>