حدثت عن أبي الحسن الدارقطني قال: حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن صالح بن علي بن أم شيبان الهاشمي قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن سفيان بن وكيع بن الجراح قال: حدثني أبي قال: كان أبي وكيع يصوم الدهر فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار ثم ينصرف فيقيل إلى وقت صلاة الظهر ثم يخرج فيصلي الظهر، ويقصد طريق المشرعة التي كان يصعد فيها أصحاب الروايا فيريحون نواضحهم فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرائض، إلى حدود العصر ثم يرجع إلى مسجده فيصلي العصر ثم يجلس فيدرس القرآن، ويذكر الله إلى آخر النهار ثم يدخل إلى منزله فيقدم إليه إفطاره، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم يقدم له قربة فيها نحو من عشرة أرطال نبيذا فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه، ويقوم فيصلي ورده من الليل، وكلما صلى ركعتين أو أكثر من شفع أو وتر شرب منها حتى ينفدها ثم ينام.
قرأت على التنوخي، عن أبي الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأنباري قال: حدثني أبي قال: حدثني جدي إسحاق بن البهلول قال: قدم علينا وكيع بن الجراح فنزل في مسجد على الفرات، فكنت أصير إليه لاستماع الحديث منه فطلب مني نبيذا فجئته بمخيسة ليلا، فأقبلت أقرأ عليه الحديث، وهو يشرب، فلما نفد ما كنت جئته به أطفأ السراج فقلت له: ما هذا؟ فقال: لو زدتنا لزدناك.