للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى الترمذي في جامعه عن زيد بن يثيع، قال: سألت عليا بأي شيء بعثت في الحج؟ قال: (بعثت بأربع:

ألايطوف بالبيت عريان.

ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة «١» أشهر.

ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة.

ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذا) .

قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» وخرّجه النسائي أيضا، وفيه قال علي: (فكنت أنادي حتى صحل «٢» صوتي) .

وقد أمر الصدّيق أبا هريرة في رهط اخرين أن يؤذّنوا في الناس يوم النحر بهذه الأمور مساعدين لعلي حتى يصل البلاغ إلى الناس جميعا، فلم يكن ثم افتيات عليه، وإنما هي معاونة على الخير. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة قال: (بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمّره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان) فكان حميد بن عبد الرحمن بن عوف يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هريرة. وبيان ذلك: أن هذا الحديث مع الاية القرانية وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ...

يدلان على أن يوم النحر «٣» هو يوم الحج الأكبر.

وقد ذكر ابن إسحاق أن قريشا ابتدعت قبل الفيل أو بعده ألايطوف


(١) يعني من يوم التبليغ على الصحيح تنتهي في عشر من ربيع الاخر.
(٢) صحل صوته كفرح فهو أصحل. وصحل: بحّ.
(٣) ومن السلف غيرهم من يرى أن يوم الحج الأكبر هو يوم عرفة. وسمي الحج الأكبر احترازا عن العمرة لأنها تسمى الحج الأصغر.

<<  <  ج: ص:  >  >>