ما سئل الله شيئًا يعني أحب إليه من أن يسأل "العافية"، وذلك لأنه لفظ جامع لأنواع خير الدارين، وأحب في الظاهر مفعول وفي الحقيقة صفة، ومن اللائق بها هنا أن يراد كفاف من القوت واللباس والصحة والاشتغال بأمر دينه وترك ما لا ضرورة فيه ولا خير. ك:"استعفوا" لأميركم، أي اطلبوا العفو لأميركم المتوفى من الله فإنه كان يحب العفو من ذنوب الناس فيكون جزاء وفاقًا، وروى: استغفروا- من المغفرة. وفيه: فاشهد أن الله قد "عفا" لقوله تعالى "ولقد "عفا" الله عنهم" فكرهتم أن "يعفو" عنه- بنصب الواو، أي يعفو الله، وروى: تعفوا- بتاء خطاب الجمع وسكون الواو، قوله: كان الله "عفا" عنه، بلفظ كان الناقصة ومن حروف املشبهة. و"فمن "عفي" له من أخيه" أي عفى الدم بالدية فعلى صاحب الدية إتباع بمطالبته بالدية وعلى القاتل أداؤها إليه. ط: كل أمتي "معافى" إلا المجاهرون، تذكيره للفظ الكل، وروى: معافاة، ورفع المستثنى لمعنى النفي أي لا ذنب عليهم، وروى بالنصب، أقول: الأظهر أن يقال: كل أمتي يتركون عن الغيبة إلا المجاهرون فإن من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له، والعفو بمعنى الترك، أو هو من عافاه الله: سلمه من المكروه، والمجاهرون عاملو المعاصي جهرة، والمجانة يشرح في م ويتم في عفو. ج:"خذ "العفو"" أي السهل المتيسر، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس ولا تستقصي عليهم. "وقل "العفو"" أي الفضل الذي يسهل إعطاؤه. نه: ومنه: "تعافوا" الحدود فيما بينكم، أي تجاوزوا عنها ولا ترفعوها إلي فإني متى علمتها أقمتها. ط: هو خطاب لغير الأئمة بأنه ينبغي أن يعفوها بعضهم من بعض قبل أن يبلغني فما بلغني فقد وجب أي وجب على إقامتها. ز:"تعافوا" بفتح فاء وضم واو أمر من التعافي. نه: وقال ابن عباس في أموال أهل الذمة: "العفو"، أي عفى لهم عما فيها من الصدقة