خفاء هذا، ونحن لا نستبعد أيضًا إطلاق ذلك على الحقيقة فإنه تعالى قادر على كل شيء، قوله: إلا أن تخبرنا- استثناء منقطع أي لا نعلمه ولكن إذا أخبرتنا نعلم، أو متصل أي لا نعلمه بسبب من الأسباب إلا بإخبارك، فقال الذي بيده- أي لأجله، وخص وصف رب العالمين إشعارًا بأنه مالكهم يتصرف كيف يشاء فيسعد من يشاء ويشقى من يشاء، كله عدل منه ولا اعتراض، قوله: فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم- الظاهر أن كل واحد من أهل الجنة والنار يكتب أسماؤهم وأسماء آبائهم وقبائلهم- سواءًا من أهل الجنة أو النار للتميز التام كما يكتب في الصكوك، ثم أوقع على أخراهم- أي أوقع الإجمال على ما انتهى إليه التفصيل أي ذكر فذلكة التفصيل. وح: فيها أن "يكتب" كل مولود ويرفع أعمالهم، هو من قوله تعالى "فيها يفرق كل أمر حكيم" من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمرهم إلى الأخرى القابلة، وترفع أعمالهم- أي تكتب الأعمال التي ترفع في تلك السنة يومًا فيومًا، ولذا سألت عائشة- يعني إذا كانت تكتب قبل وجودها فأحد لا يدخل الجنة إلا برحمته، فقرره النبي صلى الله عليه وسلم، وفي وضع يده على الرأس إشارة إلى افتقاره كل الافتقار وشمول رحمته من رأسه إلى قدمه. وح:"كتب" له بمثل- أي إذا فات عمل صالح بسبب مرض أو مسافرة إلى طاعة أو مباح أعطى ثوابه، لأنه معذور في غير الفرائض. وح:"كتب" على ابن آدم حظه من الزنا، أي أثبت فيه الشهوة والميل إلى النساء، وخلق للعين والأذن والفرج والقلب، أو قدر في الأزل أن يجري عليه الزنا فأدركه لا محالة، فسمى النظر زنا لأنه من مقدماته. ن: وكذا الاستمتاع أو الحديث مع الأجنبية أو الفكر بالقلب زنا مجازي، والفرج يصدق ذلك أي يوقعه- ومر في الزنا من ز. وح: لا أتطهر إلا صليت ما "كتب" الله، أي قدره. ج: ألا تريحون "الكتاب"، جمع كاتب أي الكرام الكاتبين، وهو بعث لهم على ترك العمل وطلب للاقتصاد. ولولا ما مضى من "كتاب" الله لكان لي ولها شأن، يعني لولا ما حكم الله من آية الملاعنة المسقطة عنها الحد لأقمت