للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"اللعن"، هي من المعاصي الشديدة وبالكثرة صارت كبيرة، واتفقوا على تحريمه لمعين مسلمًا أو كافرًا لأنه إبعاد من الرحمة، ولا يحرم لموصوف كلعن أكل الربا والظالمين والفاسقين ومن انتمى إلى غير أبيه أو أوى محدثًا. وح: من أوى محدثًا فعليه "لعنة" الله، هي لغة: الطرد والإبعاد، والمراد العذاب والطرد عن الجنة أول الأمر، ولعن الكافر إبعاده عن الرحمة كل الإبعاد. في الكنز: لعن الفاسق إبعاده عن رحمة تخص المطيعين، ومنه: صاحب الورد "ملعون"- ويتم في ور. ك: "من "لعنه" الله وغضب عليه" الغضب أشد من اللعنة وأبقى، فخص باليهود لأنهم أشد عداوة لأهل الحق. وفيه: يريدان- أي العاقب والسيد رجلان من أكابر نجران- "أن يلاعناه"، أي يباهلاه. وفيه: "لا تلعنوه" فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله، ما موصولة خبر محذوف، وأنه يحب- جواب قسم، والجملة معترضة بين القسم وجوابه، فإن قيل: كيف نهى عن لعنه وقد لعن شارب الخمر وعاصرها؟ قلت: المنهي لعن المعين أو بعد التكفير بالحد أو بعد التوبة، والمفعول ضد المذكورات. وفيه: "لاعن" عمر عند منبره، أي أمر باللعان. ط: ستة "لعنتهم لعنهم" الله وكل نبي مجاب، جملة لعنهم الله- دعائية معترضة بين ذي الحال- وهو فاعل لعنتهم- والحال وهي "كل نبي مجاب"، وقيل: كل- عطف على فاعله، ومجاب- صفة نبي لا خبر، وفيه أنه يلزم أن يكون بعض الأنبياء غير مجاب، وقيل: لعنهم الله- مستأنفة جواب من قال: فماذا بعد؟ فأجيب بأنه لعنهم الله. وح: "لا تلاعنوا بلعنة" الله ولا بغضبه ولا بجهنم، أي لا تدعوا الله بما يبعد الناس من رحمته لا صريحًا نحو: لعنة الله، أو كناية نحو: غضبه الله، أو أدخله النار، وهو من عموم المجاز لأنه في بعض حقيقة وفي آخر مجاز، وهذا في معين فيجوز في الأعم نحو لعنة الله على الكافرين أو اليهود أو في نحو فرعون وأبي جهل ممن مات على الكفر، وأصله: لا تتلاعنوا، فحذف إحدى تائيه. وح: من "لعن" شيئًا ليس له بأهل رجعت إليه، أي رجعت اللعنة غالبة عليه، لأن من طرد من هو أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>