للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي المتواجهان بلا دليل من الاجتهاد، فلا يشمل قصة علي ومعاوية وإن كان مخطئًا، فإن قيل: فلم امتنع أبو بكرة ودفع البغاة واجب؟ قلت: لعل الأمر لم يكن بعد ظاهرًا عليه، واعلم أن المتواجهين إذا كانا مخطئين أو لا يدري من الحق أو كانا ظالمين متعصبين يجب الإصلاح إن أمكن، وألا يجب الاعتزال ولزوم البيت، وإن كان أحدهما مصيبًا يجب مساعدته، ثم إن الدماء بين الصحابة ليست بداخلة في هذا الوعيد إذا اعتقد كل أنه على الحق ووجب عليه قتاله ليرجع خصمه إلى الحق، ومن امتنع أو منع فلأن اجتهاده لم يؤد إلى ظهور الحق عليه. ن: كونهما في النار محمول على قتالهما عصبية بلا تأويل لهما، واعلم أن قتال الصحابة ليس بداخل فيه، فإنه يجب إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم وأنهم مجتهدون ولم يقصدوا محض الدنيا بل اعتقد كل أنه محق ومخالفه باغ؛ وكان علي مصيبًا في تلك الحروب، وكانت القضايا مشتبهة حتى أن جماعة منهم تحيروا فاعتزلوا الفريقين وألا لم يتأخروا عن مساعدة علي رضي الله عنه. ك: شر الناس ذو "الوجهين"، أي المدح والذم، وكونه شرًا تغليظ أو للمستحل، وقيل: المنافق المذبذب بين هؤلاء وهؤلاء. ن: فأخبرهم "بوجههم"ن أي بمقصدهم. وهو "موجه" قبل المشرق، بكسر جيم أي موجه وجهه وراحلته، أو متوجه وقاصد. وكذا موجه إلى خير، ومواجه الفجر أي مستقبله بوجهه. وما أحد يوجه إلينا شيئًا، أي لا يدفع أحد منهم عن نفسه. ط: فلا يمسح الحصى فإن الرحمة "تواجهه"، أي تقبل وتنزل عليه، فلا يليق بالعاقل تلقى شكر تلك النعمة الخطيرة بهذه الفعلة الحقيرة. وفيه: فلما "وجههما"، أي جعلوا وجههما تلقاء الكعبة ثم استقبل بوجه قلبه تلقاء الحضرة الإلهية. وفيه: "فوجهك الوجه"، أي وجهك الكامل في الحسن والجمال وحق لمثل هذا الوجه أن يجيء بالخير والبشرى. كنز: ""وجهت وجهي" للذي" الوجه الدين

<<  <  ج: ص:  >  >>