لم يرد بحديث "لا ينقطع الهجرة" الهجرة من مكة، فإنها انقطعت بعد الفتح، ولا من الذنوب لأنها عين التوبة فيجب التكرار، بل الهجرة من مكان لا يتمكن فيه من الأمر بالمعروف وإقامة حدود الله، وقيل: أي لا ينقطع الهجرة من المعصية إلى الطاعة ومن الكفر إلى الإيمان حتى ينقطع التوبة برؤية ملك الموت أو بطلوع الشمس من مغربها. ك: أي لا هجرة من مكة بعد الفتح فريضة، لأنها صارت دار إسلام، ولا فضيلة ولكن جهاد، أي لكن لكم طريق إلى تحصيل فضائل في معنى الهجرة بالجهاد ونية الخير في كل شيء، وبقيت الهجرة من دار الحرب واجبة إلى يوم القيامة. ط: وهي لإصلاح دينه باقية مدى الدهر. وفيه: لولا "الهجرة" لكنت امرأ من الأنصار، أي لولا فضلي على الأنصار بسبب الهجرة لكنت واحدًا منهم، وهذا تواضع منه صلى الله عليه وسلم وحث للناس على إكرامهم لكن لا يبلغون درجة المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأقاربهم وأموالهم. ك: يعني أنهم من الكرامة بمبلغ لولا أنه من المهاجرين يعد نفسه من الأنصار، وقيل: لولا أن النسبة الهجرية لا ينبغي ترها لانتقلت عن هذا الاسم إليكم وانتسبت إليكم، وفيه أن المهاجرين أفضل من الأنصار. ز: فإن قيل: هل يجوز أن يكون معناه لولا أن الله قدر كوني من الأنصار ومن أهل المدينة بالهجرة لكنت امرأ من الأنصار أي خلقني ابتداء في المدينة معهم يعني أحب الله أن أسكن معكم وما جعلني في مكة إلا لعلمه أنه ينتقل إليكم؟ قلت: لولا اتفاق الشارحين على تركه لم يبعد. ج:"هاجرت الهجرتين" الأوليين، أي إلى الحبشة في صدر الإسلام قرارًا من أذى قريش وإلى المدينة. ك: وهما أوليين بالنسبة إلى من هاجر بعده. و"المهاجرون" الأولون: من صلوا القبلتين، وقيل: من شهدوا بدرًا. ش: و"مهاجره" بالمدينة، بفتح جيم موضع هجرته. نه: ومنه: ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم "مهاجر" إبراهيم عليه السلام،