للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو بفتح جيم موضع المهاجرة إلى الشام، لأن إبراهيم عليه السلام لما خرج من أرض العراق مضى إلى الشام وأقام به. ط: أي ستكون هجرة إلى الشام بعد هجرة كانت إلى مكة، أقول: أراد التكرير، أي سيحدث للناس مفارقة من الأوطان يفارق كل أحد وطنه إلى آخر ويهجر هجرة لكثرة الفتن واستيلاء الكفرة وقلة القائم بأمر الله في دار الإسلام ويبقى الشام يسوسها العساكر الإسلامية ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدجال، ولعل الحديث إشارة إلى عصرنا هذا. ز: إذا كان ينعي على أهل زمانه فكيف لو رأى ما ابتلينا به في هذا الزمان من سوء الفتنة وشرارة الولاة السوء وأهل البدع الحمقى وسيف عدوانهم فإنهم أعداء أهل العلم والإيمان المستحلين دماءهم بكيد الشيطان جل تنسكهم ذكر متبوعهم والوقيعة في أهل الدين والتحيل في قتلهم فلقد قتلوا منهم من لا يحصي - نعوذ بالله من ذلك فلا ملجأ ولا منجا إلا إلى الله. ن: "مهاجرة" الفتح: من أسلموا قبيل الفتح، لأنه لا هجرة بعده، وقيل: هم مسلمة الفتح الذين هاجروا بعده، لأنهم الين ينطلق عليهم مشيخه قريش. وفيه: مضت "الهجرة" لأهلها، أي الهجرة الفاضلة حصلت لمن وفق لها قبل الفتح. نه: وفيه:"هاجروا ولا تهجروا"، أي أخلصوا الهجرة لله ولا تتشبهوا بالمهاجرين على غير صحة منكم، تهجر وتمهجر - إذا تشبه بالمهاجرين. وفيه: لا "هجرة" بعد ثلاث، يريد بها ضد الوصل يعني فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة أو تقصير يقع في حقوق العشرة دون ما كان في جانب الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة على مر الأوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق فإنه صلى الله عليه وسلم لما خاف النفاق على كعب وأصحابه حين تخلفوا عن تبوك أمر بهجرانهم خمسين يومًا، وقد هجر نساءه شهرًا، وهجرت عائشة ابن الزبير مدة، وهجر جماعة من الصحابة آخرين منهم وماتوا متهاجرين، ولعل أحد الأمرين منسوخ بالآخر. ك: فوجدت فاطمة "فهجرته"، أي غضبت على مقتضى الطبع البشرية

<<  <  ج: ص:  >  >>