من رآه بعد موته وقبل دفنه، وهل يشمل من رآه قبل البعثة - كبحيرا - أو بعدها وقبل الدعوة - كورقة! فيه تردد، وعن بعض أهل الأصول أنه من طالت صحبته على طريق التبع له، وعن ابن المسيب، من قام معه سنة أو سنتين وغزا معه غزوة، فإن صح عنه فضعيف، فإن مقتضاه أن لا يعد جرير بن عبد الله وشبهه صحابيًا، ولا خلاف في صحبتهم، والمعتمد الأول فنه إذا رآه المسلم لحظة أو رأى مسلمًا طبع قلبه على الاستقامة لأنه متهيء للقبول، فإذا قابل ذلك النور العظيم ظهر أثره في قلبه وعلى جوارحه، ثم إنهم كلهم عدول، كبيرهم وصغيرهم، من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتد بهم. وقد قبض صلى الله عليه وسلم عن مائة ألف وأربعة عشر ألفًا من الصحابة ممن روى عنه وسمع. وأفضلهم مطلقًا أبو بكر ثم عمر بإجماع أهل السنة؛ ولا اعتداد بمن خالف من الشيع والخطابية المفضل عليًا أو عمر، وما حكى عن ابن عبد البر من تفضيل من مات في حياته على من مات بعده، فيحمل على من عدا الشيخين ثم عثمان ثم علي، وحكى الخطابي عن أهل السنة من أهل الكوفة تقديم عليّ على عثمان، وحكى عن أبي بكر بن خزيمة، وتوقف غمام الحرمين فيه، ثم التفضيل عنده وعند الباقلاني ظني، وقال الأشعري: قطعي. ن: قال: وهم في الفضل على ترتيبهم في الإمامة، واختلفوا أيضًا أن التفضيل في الظاهر والباطن، أو في الظاهر خاصة. عن: وآخرهم موتًا بالإجماع على الإطلاق أبو الطفيل، مات سنة مائة أو سنة اثنتين أو سبع أو عشر، والقول ببقاء أحد من الصحابة بعده غلط واختلاق. ج: وأما عدد أصحابه فمن رام حصره فقد رم حصر أمر بعيد ولا يعلمه إلا الله، لكثرتهم من أول البعثة إلى موته، وقد ورد أنه سار للفتح في عشرة آلاف، وإلى حنين في اثنا عشر، وإلى حجة الوداع في أربعين ألفًا، وإلى تبوك في سبعين ألفًان وقبض عن مائة ألف وأربعة وعشرين ألفًا - والله أعلم. سير: واعلم أن ابتداء التاريخ المشهور من الهجرة من مكة إلى المدينة، وقد كان اختيار ذلك سنة ست عشرة منها بأمر عمر بعد مشاورة المهاجرين والأنصار، وروى أنه