أصحاب النبي حتى أبا بكر وعمر! قالت: وما تعجبون من هذا! انقطع العمل - أي العبادة - منهم فأحب أن لا يقطع منهما الأجر؛ فالمراد بهذا الحديث الصحابة المعروف عند المحدثين وهو كل من رأى، وبحديث سب خالد المعنى العرفي للأئمة كأصحاب أبي حنيفة والشافعي على ما ذكر في الغنية وهو من طالت صحبته، فإن قيل: فأي دليل على إرادة المعنى الأول في غيره؟ قلت: حديث الترمذي: لا يمس النار مسلمًا رآني أو رأى من رآني، وح الصحيحين: يأتي على الناس زمان فيغزو فثام فيقال: هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم- ونحوه، ولذا ذهب إليه الجمهور. ج: قيل إن سعيد بن المسيب كان لا يعد الصحابي إلا من أقام معه سنة أو سنتين أو غزا معه، وقال غيره: كل من أدرك الحلم وقد رآه وعقل أمر الدين فهو صحابي، والحق فيه أن اسمه يتناول لغة ل من صحب ولو ساعة، إلا أن العرف الجاري بين الناس أنهم لا يطلقون إلا على من دام صحبته، كصاحب أبي حنيفة، والأكثر على الأول فيطلقونه على من أسلم ورآه وصحبه ولو أقل شيء، حتى أنهم عدوا جماعة ممن ولد على عهده ولم يروه في الصحابة، وهذا ليس بشيء. والمهاجرون إجمالًا أفضل من الأنصار، وسباق الأنصار أفضل من متأخري المهاجرين. ز: فإن قيل ح: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم، هل هو في الصحابي بمعنى المتعارف بين المحدثين وبمعنى العرفي بين الناس أو بمعنى أخص منهما - أعين من له رأي واختيار في الشرعيات؟ قلت: ظاهر حديث رزين يدل على الثلث وهو أنه صلى الله عليه وسلم قال: سألت ربي عن اختلاف أصحابي من بعدي، فأوحى على أن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أقوى من بعض ولكل نور، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى، وقال: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، فإن الاختلاف لا يتصور من غير صاحب الاختيار، فإن العامي لا يخالف بل يقلد غيره - وقد مر بعضه، فإن قيل ح: