للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المناهي، وقيل أراد: وأنتم معتقدون أن الله لا يخيبكم بسعة كرمه. ط: ليس شيء أكرم على الله من "الدعاء"، المذهب المختار الذي عليه الفقهاء والمحدثون وجماهير العلماء من الطوائف كلها سلفًا وخلفًا أن الدعاء مستحب، أجمع عليه العلماء وأهل الفتاوى في كل الأعصار في الأمصار، وذهب طائفة من الزهاد وأهل المعارف إلى أن تركه أفضل استسلامًا للقضاء. فتح: ""ادعوني" استجب لكم" ظاهره ترجيح الدعاء على التفويض للقضاء، وقيل بعكسه وأجابوا عن الآية بأن أخرها يدل على إرادة العبادة بالدعاء ودل عليه ح: الدعاء هو العبادة، وأجاب الجمهور بأن الدعاء من أعظم العبادة، وقال السبكي: الأولى حمل الدعاء على ظاهره، ووجه ربط "أن الذين يستكبرون عن عبادتي" أن الدعاء أخص منها فمن استكبر عن العبادة استكبر عن الدعاء، وعيه فالوعيد إنما هو لمن ترك الدعاء استكبارًا لا لقصد من المقاصد وإن كنا ترى أن الاستكثار من الدعاء أرجح لكثرة أدلة الحث عليه، وقال الطيبي: معنى ح النعمان أن يحمل العبادة على معناها اللغوي وهو إظهار التذلل والافتقار، ولذا قال "إن الذين يستكبرون عن عبادتي" حيث عبر عن عدم التذلل بالاستكبار، ووضع "عبادتي" موضع: دعائي، القشيري: ينبغي ترجيح الدعاء لكثرة الأدلة ولما فيه من إظهار الخضوع، وشبهة المخالف أن الدعاء إن كان على وفق المقدور فتحصيل حاصل وإن كان على خلافه فمعاندة! والجواب عن الأول أنه من جملة العبادةن وعن الثاني إذا اعتقد أنه لا يقع إلا المقدر كان إذعانًا لا معاندة وفائدته الثواب، ولاحتمال كون المدعو موقوفًا على الدعاء لأنه خالق الأسباب والمسببات، وقيل: أعلى المقامات أن يكون راضيًا بقلبه داعيًا بلسانه، والأولى أن يقال إذا وجد في قلبه إشارة إلى الدعاء فهو أفضل وإلا فالعكس وهو مختص بالكلمة، قال: ويصح أن يقال: ما كان لله وللمسلمين فهو أفضل، وما كان للنفس فيه حق فتركه أفضل، وعمدة من أول الدعاء في الآية بالعبادة قوله تعالى "فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"

<<  <  ج: ص:  >  >>