فإذا اصطلحوا هلكوا، وهو إشارة على حسن تفقد بعضهم أحوال بعض إشفاقًا من ظهور النفس. مف: سجد في صلاة الظهر ثم قام فركع "فرأوا" أنه قرأ آلم تنزيل السجدة، يعني لما عاد من السجود إلى القيام ركع ولم يقرأ بعد السجدة شيئًا فمن شاء أن يقرأ باقي السورة بعد السجدة ومن شاء أن لا يقرأ باقيها جاز، قوله: رأوا، أي علموا ذلك بأن سمعوا بعض قراءته لأنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع صوته ببعض الكلمات في الصلاة. وفيه: سأله عن شيء "رآه" معاوية، أي هل رأى معاوية منك شيئًا فأنكر عليك؟ فقال: نعم، رأني صليت معه الجمعة فصليت بعده السنة فلما دخل في المقصورة بعد فراغه من الخطبة والصلاة أنكر ذلك على. ز ط: باب الرؤيا، قد مر بعض مباحثه في الأصل ونلحقه بعض ما يتم به فائدة على ما في سنن البغوي فنقول: قوله: أصدق "الرؤيا" بالأسحار، يدل أنه لا يصح كله، إنما الصحيح ما كان من الله عز وجل يأتي به ملك الرؤيا من نسخة أم الكتاب، وما سواه أضغاث أحلام، وهي على أنواع، منها ما يكون من لعب الشيطان ليحزنه، ومنها الاحتلام، وقد يكون من حديث النفس كمن يكون في أمر أو حرفة يرى نفسه في ذلك الأمر، والعاشق يرى معشوقه، وقد يكون من مزاج الطبيعة كمن غلب عليه الدم يرى الفصد والرعاف والحمرة والرياحين والمزامير والنشاط، ومن غلبه السوداء يرى الظلمة والسواد وصيد الوحوش والأهوال والأموات أو القبور أو المواضع الخربة وكونه في مضيق لا منفذ له أو تحت ثقلن ومن غلبه البلغم يرى البياض والمياه والأنداء والثلج والوحل ونحوها، ولا تأويل لشيء منها، قوله: والقيد ثبات في الدين لأنه يمنعه من التقلب، وكذا الورع يمنع من التقلب في المشتهيات، وهذا إذا كان مقيدًا في مسجد أو في عمل الخيرات وسبل الطاعات، فإن رآه مسافر فهو إقامة من السفر، وإن رآه مريض أو محبوس طال مرضه وحبسه، أو مكروب طال كربه، والغل كفر لقوله تعالى "غلت ايديهم ولعنوا"، وقد يكون بخلًا ولا يكون عن المعاصي بأن يرى لرجل صالح، روى