أنه رأى أبو بكر قد جمعت يداه إلى عنقه، فأخبره به فقال: الله أكبر جمعت بيدي عن الشر إلى يوم القيامة، قوله في ح: رأيت الليلة ظلة بنطف السمن والعسل وأرى الناس يتكففون -إلخ، هذه الرؤيا تشتمل على أشياء، إذا انفرد كل عن صاحبه انصرف تأويله إلى وجه آخر، فإن تعبير الرؤيا يتغير بالزيادة والنقصان، فالسحاب حكمة، فمن ركب السحاب ولم يهله علا في الحكمة، فإن أصاب منها شيئًا أصاب حكمة، فإن كان سواد أو ظلمة أو رياح أو شيء من هيئة عذاب فهو عذاب، وإن كان فيه غيث فهو رحمة، والسمن والعسل قد يكون مالًا، وصعود السماء نيل شرف وذكر ونيل شهادة، والطيران في الهواء عرضًا سفر ونيل شرف، فإن طار مصعدًا أصابه ضر عاجل، فإن بلغ السماء كذلك يبلغ غاية الضر، فإن لم يرجع منه مات، فإن رجع نجا بعد ما أشرف على الموت. وقد يعبر بدلالة الكتاب، فالحبل: العهد "واعتصموا بحبل الله" والسفينة: النجاة "فأنجيناه وأصحاب السفينة" والخشب: النفاق "كأنهم خشب مسندة" والحجارة: القسوة "كالحجارة أو أشد قسوة" والمرض: النفاق "في قلوبهم مرض" والبيض: النساء "كأنهن بيض مكنون"، وكذا اللباس "هن لباس لم" واستفتاح الباب: الدعاء "أن تستفتحوا" أي تدعوا، والماء: الفتنة "ماء غدقا لنفتنهم فيه" واكل اللحم النيء: الغيبة "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه" ودخول الملك محلة أو بلدة أو دارًا تصغر عن قدره وينكر دخول مثله مثلها يعبر بالمصيبة والذل ينال أهلها "أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها". ويعبر بدلالة الحديث، فالغراب: الرجل الفاسق، والفأرة: المرأة الفاسقة، والضلع: المرأة، والقوارير: النساء- لورود ذلك في الحديث. ويعبر بالأمثال كالصائغ يعبر بالكذاب، وحفر الحفرة: المكر، الحاطب: النمام، والرمي بالحجارة والسهم: القذف، وغسل اليد: اليأس عما يأمل. ويعبر بالسامى، فالراشد بالرشد والسالم بالسلامة - فقد روى مرفوعًا: رأيت ذات ليلة كأنا في دار عقبة بن رافع فأتينا برطب من رطب ابن طاب، فأولت الرفع لنا في الدنيا