للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يتصور الشيطان في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما استحال أن يتصور في صورته في اليقظة وألا اشتبه الحق بالباطل فلا يوثق بما جاء به، قال الغزالي: بل البدن في اليقظة ليس إلا آلة النفس والآلة تارة تكون حقيقية وتارة خيالية والحق أنه رأى مثال حقيقة روحه المقدسة فما رآه من الشكل ليس هو روحه ولا شخصه بل مثال له، وقال الغزالي في فيصل التفرقة، واختلفوا في رؤية الحق سبحانه في المنام والخلاف غير متصور بعد الكشف عن حقيقة الرؤية فإنه كما يرى مثال روحه المقدسة التي هي محل النبوة وهي منزهة عن الصورة واللون بواسطة مثال صادق ذي شكل له لون وصورة فكذل يرى من ذات الله تعالى الذي هو منزه عن الشكل والصورة ولكن ينتهي على العبد تعريفات بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره من الصور الجميلة التي تصلح أن تكون مثالًا للجمال الحقيقي الذي لا لون فيه ولا صورة فيكون المرئي مثالها لا ذاتهما. مغيث: الرؤيا على رجل طائر ما لم يعبر، فإن قيل: كيف يكون على رجل طائر وكيف يؤخر عما تبشر به أو تنذر منه بتأخر التعسير وتقع إذا عبرت! وهذا يدل على أنها عن لم تعبر لم تقع! الجواب أنه من قولهم هو على رجل طائر - إذا لم يستقر، يريد أنه لا يطمئن ولا يقف، فالمراد أنها تجول في الهواء حتى تعبر فإذا عبرت وقعت، ولم يرد أن كل من عبرها من الناس وقعت كما عبر بل أراد العالم المصيب الموفق، وكيف يكون الجاهل المخطئ عابرًا وهو لم يصب ولم يقارب! ولا أراد أن كل رؤيا تعبر وتتأول لأن أكثرها أضغاث أحلام، فمنها ما يكون عن غلبة طبيعة أو حديث نفس أو شيطان، وغنما الصحيحة ما يأتيه ملك الرؤيا عن أم الكتاب في الحين بعد الحين - ويتم بيانه في مواضع. بغ: وكان يعجبهم القيد، لأنه ثبات ف الدين لأنه يمنع عن النهوض وكذا الورع يمنع عن منهيات الشرع، وهذا إذا كان مقيدًا في المسجد أو في سبيل الخير، فإن رآه مسافر فهو إقامة عن السفر، وإن رآه مريض أو محبوس او مكروب طال مرضه وحبسه وكربه. ط: لعلي

<<  <  ج: ص:  >  >>