الرجل رؤيا ويكون التأويل لقريبه أو سميه فقد رأى صلى الله عليه وسلم للبيعة لأبي جهل معه فكان ذلك لابنه عكرمة. ورؤية الله تعالى في المنام جائز، ورؤيته ظهور عدل وفرح وخصب وخير لأهل ذلك الموضع فإن رآه فوعد له جنة أو مغفرة فحق، وإن نظر إليه فرحمة، وإن أعرض عنه فتحير من الذنوب، وإن أعطاه من متاع الدنيا فبلاء ومحن وأسقام يعظم بها أجره ويؤديه إلى الرحمة. ورؤية النبي صلى الله عيه وسلم حق، وكذا جميع الأنبياء والملائكة والشمس والقمر والنجوم المضيئة والسحاب الذي فيه الغيث لا يتمثل الشيطان بشيء منها، ومن رأى نزول الملائكة بمكان فهو نصرة لأهل ذلك المكان وفرج إن كانوا في كرب، وخصب إن كانوا في قحط وكذا رؤية الأنبياء صلى الله عليه وسلم، ومن رأى ملكًا يكلمه ببر أو بعظة أو يبشره فهو شرف في الدنيا وشهادة في العاقبة، وكذا رؤية الأنبياء كرؤية الملائكة، ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم في مكان سعة لأهله من ضيق وفرج من كرب ونصرة من ظلم. وكذا رؤية الصحابة والتابعين ورؤية أهل الدين بركة وخير على قدر منازلهم في الدين، ورؤية الإمام إصابة خير وشرف- ثم كلام البغوي. ن: من رأى منكم "رؤيا"؟ فيه حث على علم الرؤيا وتعبيرها وسؤالهم ليعلمهم تأويلها. ش م: من رآني في المنام فقد "رآني"، الباقلاني: أراد أنها صحيحة، وقال آخرون: هو على ظاهره إذ لا مانع منه ولا يحيله العقل حتى يصرف عنه، وما يرى من خلاف صفته فذلك غلط في صفاته وتخيل له على خلاف ما هي عليه، وقد يظن الظان بعد الخيالات مرئيًا لكون ما يتخيل مرتبطًا بما يرى في منامه فيكون ذاته مرئية وصفاته متخيلة غير مرئية، ولا يشترط في الإدراك تحديق الأبصار ولا قرب المسافة ولم يقم دليل على فناء جسمه بل ورد ما يقتضي بقاءه -قاله الماوردي، وقول القاضي: لعله مقيد بما إذا رآه على صفته، ضعيف بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها، قال: حماه الله