للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في المسجد الحرام أفضل من الصلاة فيه أو تساويها. ما: لما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة برك ناقته على باب مسجده وهو مربد ليتيمين فشرى بعشرة دنانير أو بغير شيء فبناه، وجعل عضادتيه الحجارة وسواريه جذوع النخل وسقفه بالجريد بعد نبش قبور المشركين وعمل فيه صلى الله عليه وسلم بيده وعمل فيه المهاجرون والأنصار، ثم لما كان عمر زاد فيه دار العباس وغيرها، فلما كان عثمان بناه بالحجارة والفضة، وجعل عمده حجارة وسقفه بالساج، وزاد فيه، ونقل إليه حصى العقيق، فلما ولى الوليد بن عبد الملك كتب إلى عامله عمر بن عبد العزيز بهدم المسجد، وبناه برخام وفسفيس، وبعث إليه ثمانين من الروم والقبط، وزاد فيه - وذا سنة سبع وثمانين؛ فلما استخلف المهدي أرسل إليه عمالًا فعمل فيه سنة، زاد في مؤخره مائة ذراع فصار طوله ثلاثمائة ذراع وعرضه مائتين، وتم سنة اثنتين وستين ومائة. واما المسجد الحرام فكان فناء حول الكعبة وفضاء للطائفتين بلا جدار، وكانت الدور محدقة به، وكانت بين الدور أبواب يدخل الناس من كل جانب إلى أن استخلف عمرن فوسع المسجد بإدخال الدور، واتخذ للمسجد جدارًا قصرًا دون القامة، وكانت المصابيح توضع عليه؛ فلما استخلف عثمان اتخذ له الأروقة، ثم إن الزبير زاد في المسجد زيادة كثيرة، ثم عمره عبد الملك عمارة حسنة، ورفع جداره وسقفه بالساج، ثم ابنه الوليد وسعه بالحجارة والرخام، ثم المنصور زاده وعمده بالرخام، وزاد فيه المهدي مرتين: سنة ١٦٥، وسنة ١٧٧، واستقر عليه إلى الآن، والمسجد الحرام يطلق على هذا المسجد غالبًا وعلى الحرم وعلى مكة. وح: إذا رأيتم من يبيع في "المسجد" فقولوا: لا أربح الله تجارتك! فيه استحباب هذا القول، وكره بعض تعليم الصبيان فيه بأجر لذلك لأنه من باب البيع وكذا بغير أجر لأن الصبيان لا يحترزون

<<  <  ج: ص:  >  >>