وأكثر الناس يتساهلون عن الصلاة ولا أحد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، قوله: خراب من الهدي، أي الهادي - يريد خرابه من أجل عدم الهادي الذي ينفع الناس بهداه، أو خرابه من وجود هداة السوء يعود الناس ببدعتهم، وسماهم هداة تهكما، ولهذا عقب بقولهم: علماؤهم شر - إلخ، لبيان الموجب، قوله: فيهم يعود، كقوله "أو لتعودن في ملتنا" أي يستقر عود ضررهم فيهم ويتمكن منهم. قس:"فعلم وعلم"، وهذا على قسمين: العالم العابد المعلم كالأرض الطيبة شربت فانتفعت في نفسها وأنبتت فنفعت غيرها، والجامع للعلم المستغرق لزمانه فيه المعلم غيره لكنه لم يعمل بنوافله أو لم يتفقه فيما جمع فهو كأرض يستقي فيها فينتفع الناس به. فتح: خيركم من "تعلم" القرآن و"علمه"، لا يلزم منه فضله على الفقيه لأن المخاطبين الصحابة وكانوا فقهاء يعرفون الفقه من معانيه أكثر مما يعرفه من بعدهم بالكسب، فإن قيل: فيلزم فضل المقرئ على من عظم عناء في الإسلام بالمجاهدة وبالرباط والأمر بالمعروف! قلت: مدار الفضل على النفع المتعدي فمن هو أكثر نفعًا أفضل، فلعل المراد جزء مقدر في الخير، أو المراد خير المتعلمين من علم غيره، ولا بد مع ذلك من الإخلاص. سيد: يهدمه- أي الإسلام- زلة "العالم" وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين، وأراد بالزلة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقُدمت لأنها السبب في الآخريين كما جاء: زلة العالم زلة العالم، وأراد الخمسة. قس: كنت "أعلم" إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته، أي أعلم وقت انصرافه برفع الصوت، وظاهره أن ابن عباس لم يكن يحضر الصلاة في الجماعة في بعض الأوقات لصغره، أو كان في آخر الصفوف فكان لا يعرف انقضاءها بالتسليم. ش ح: لا تجعل الدنيا مبلغ "علمنا"، أي لا تجعل علمنا غير متجاوز عن الدنيا. فتح: حتى "لا تعلم" شماله، بضم ميم وفتحها. وح: فلا يجدون أحدًا "أعلم" من عالم المدينة - مر في ضرب. وح: ني "أعلم" حين أنزلت، أنزلت يوم