عرفة في يوم جمعة. فتح: استدل به على مزية الوقوف بعرفة يوم الجمعة على غيره من الأيام لأن الله لا يختار لنبيه إلا الأفضل، ولتشرف العمل بشرف الزمان والمكان. ز: قليل عبادة مع "علم" خير من كثيرها مع جهل، وذلك لأن من لا يعلم فلعله يصلي كل الليل وينام عن جماعة الفجر فيفوته خير كثير، والعالم يصلي العشاء والفجر مع جماعة، أو يقرأ سورة حم الدخان في الليل فيصلي له الملك الموكل كل الليلة وهو نائم كما ورد في الحديث، أو يصلي الفرض بجماعة ويقرأ فيه سورة طويلة كسورة يوسف وطه ويضاعف له الأجر باجتماع فضل القرآن والقيام والفضل والجماعة أضعافًا يوازي إحياء كل الليلة أو أزيد ويزيد على ثواب جاهل يحيى كل ليلة مع تفويت الجماعة، أو يكتفي فيه بقراءة والضحى، أو يفوت بعض مكملاته بجهله، والمراد العلم الزائد على الشروط والأركان، وألا فلا عبادة له أصلًا فضلًا عن كونه قليلًا أو كثيرًا. ط: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، لأنه كلما فتح بابًا من الأهواء وزين الشهوات في قلوبهم بين الفقيه العارف بمكايده ومكامن غوائله للمريد السالك ما يسد ذلك الباب ويجعله خائبًا، والعابد ربما شغل بالعبادة وهو في حبائل الشيطان. غير: من تعلم علمًا مما يبتغي به وجه الله "لا يتعلمه" إلا ليصيب به غرضًا لم يجد عرف الجنة، لا يتعلمه حال أوصفة. ووصف العلم بابتغاء الوجه للتقييد أو المدح للتغليظ، فعن بعض: من طلب الدنيا بعلوم دنيوية كان أهون من طلبه بدينية، فإن الأول كمن جر جيفة بآلة لهو والثاني كمن جرها بأوراق علم، وفيه أن من تعلم لرضاه الله مع إصابة الغرض الدنيوي لا يدخل تحت الوعيد لأن طلب الرضا يأبى إلا أن يكون متبوعًا. ما: من خرج في طلب "العلم" فهو في سبيل الله حتى يرجع، حتى يدل على أنه بعد الرجوع له درجة أعلى لأنه وارث الأنبياء حينئذ. سيد: إنها حق فادرسوها ثم "تعلموها"، أي لتعلموها، وإنما لم يجعله أمرًا من التعلم لئلا يحتاج إلى حذف اللام إذ بعد الدرس لا يحتاج إلى التعلم أو روى له كذلك، ويحتمل كونه جواب قسم واللام