لا يُرحم" بالجزم فيهما. وح: "رحمتي" تغلب على غضبي، أي تعلق إرادتي بإيصال الرحمة أكثر من تعلقها بإيصال العقوبة، فإن الأول من مقتضيات صفته والغضب باعتبار المعصية. ط: من "لا يرحم لا يرحم" يجوز بالجزم والرفع على أن من شرطية أو موصولة، ولعل وضع الرحمة في الأول للمشاكلة مجازًا على الإنعام وإرادة الخير، لأنه لغة التعطف والرقة، أي من لا يرحم على أولاده لا يرحمه الله، وتقبيل خد ولده الصغير وأطرافه على الشفقة جائز، وكذا ولد الصديق وغيره، وبالشهوة حرام. وفيه: لما قضى الخلق كتب: أن "رحمتي" سبقت غضبي، إن بكسر الهمزة على الحكاية وبفتحها بدل من كتابا، يعني أن قسطهم من الرحمة أكثر من قسطهم من الغضب، وقيل ظهر أولًا رحمته بالإيجاد وما يتبعه من النعم، ولما استحق الغضب ظهر عليهم يعني لما خلقهم للعبادة شكر النعمة وعلم أن أحدًا لا يقدر على أداء حقه فحكم بسبق رحمته وكتبه وحفه فوق العرش وكان اللوح تحته لجلالة قدره، وهو تمثيل لكثرتها بفرسي رهان سبقت إحداهما يعني ما أغفر من ذنوبهم أكثر مما أعذبهم. وفيه: أن "رحمتي" أن تنطلقا في النار، هو خبر إن، يريد أن الرحمة مرتبة على امتثال أمره فلما أفرطتما في الدنيا فيه فامتثلا الآن بإلقاء الأنفس في النار فيدخلان الجنة، ببناء مجهول. وفيه وصلة "الرحم" التي لا توصل إلا بهما، التي صفة للصلة، أي الصلة الموصوفة بأنها خالصة لحقهما ورضاهما، لا لأمر أخر من نحو طلب منزلة عندهما، بل لأن رضا الله في رضاهما. وح لا ينزل "الرحمة" على قوم فيهم قاطع "رحم" لعله أراد قومًا يساعدونه على قطيعته ولا ينكرون عليه، أو أراد بالرحمة المطر أي يحبس عنهم