واخترعوا حروفاً خاصة لنطق بعض الألفاظ الدينية نطقاً صحيحاً منها: الرحمن، والقرآن، ومحمد، والصلاة، والصوم ... إذ خلت اللغة المليبارية من حروف: ح، ص، ف إلخ ... خلو العربية من بعض الحروف المليبارية. وأدخلوا مفردات عربية وفيرة في اللغة المليبارية: كمنسب - المنصف، وكرار - القرار، وجكتان - الشيطان، وكستي - القسط، ورسيد - الرصيد. وقد اعترف الدستور الهندي بأربع عشرة لغة هندية محلية إحداها المليبارية.
واحتفظوا بالعربية لغة بينهم ومن أغانيهم الشعبية في الزواج:
الله حسبي، وهو نعم الوكيل الله
آمنة الزهرية أم خير عروس محمد
وأخرى ومطلعها:
طه طه طه رسول الله سموات بعلاها
فاه فاه فاه بوحى الله شافعنا محمد
واعتز الهنود بورود بعض مفردات لغتهم في القرآن الكريم: كمسك، وكافور، وزنجبيل - وقد ترجم القرآن إلى السندية عبد الله بن عمر العراق بأمر راجا مهروك، ثم ترجع إلى الأردية في القرن التاسع عشر - وباستخدام اللغة العربية الكلمات الهندية الدالة على الأحجار الكريمة والمعادن والأفاوية والعقاقير والأصباغ والحيوان والطير. كما دخلت كلمات عربية اللغات الهندية منها: صابون، وجلد، وقميص، وحكيم، وطلاق، وولدان.
ولئن لم يكن فاتحو الهند عرباً فقد دخلوا في الإسلام واقتبسوا منه حضارته وشجعوا، على مزجها بثقافتها، فاشتهر في بلاط محمود الغزنوي: الفردوسي الذي أهداه الشاهنامه. ولما لم يجزل عطاءه - وكان الغزنوي سنياً يؤثر العربية على الفارسية - هجاه وفر إلى بغداد. والعتبي، والبيروني. وقرب أكبر المؤرخين وأغدق على الشعراء وجعل الفارسية لغة بلاطه، وأمر المترجمين فنقلوا إليها روائع الثقافة الهندية، ورعي الموسيقى فاصطنعها المتصوفون في حلقاتهم وأطلقوا على آلاتها أسماء فارسية، مثل: الرباب والسارود والطوس، وغيرها.