وشجع خلفاؤه الرسم والنحت فتطور الرسم في زمن جهان كير من الأشخاص إلى الطبيعة مناظر وحيواناً وطيراً، واشتمل على تزيين الكتب السنسكريتية والفارسية والأردية والعربية. واستدعي شاه جهان أساتذة النحت الإيطاليين لتعليم الهنود تطعيم المرمر بفسيفساء من الأحجار الكريمة.
أما التعليم فقد كان جله مدعاة للزينة والوجاهة، ومما كتبه السلطان أورنجزيب إلى أستاذه في العربية قوله: كنت تنكب على تعليمي اللغة العربية قراءة وكتابة. والحق إني شاكر لك ما سببته لى من مضيعة لوقتي في لغة تتطلب اثني عشر عاماً لكي يجيدها الطالب.
على أن رعاية هؤلاء السلاطين لفن العمارة لم يفقها رعاية، فقد مزجوا بين التزيين الهندي والفارسي والشكل العربي وعهدوا بها إلى كبار المهندسين العالميين، وجاءوا بمهرة الصناع من بغداد والآستانة وبلاد الشام، فأقاموا في الهند مساجد وقصوراً لا مثيل لها في الشرق والغرب، وأضرحة وحصوناً فريدة في نوعها، أشهرها: منار قطب، وضريح هميون، ومسجد الجمعة، ومسجد اللؤلؤة، ومجموعات القصور التي شادها شاه جهان، وفي أحدها عرش الطاووس الشهير. ثم القبر الذي شيده شاه جهان لزوجته ممتاز محل. وقد وضع تصميمه ثلاثة من المهندسين: أستاذ عيسى الفارسي، وجير ونيموفير ونيو الإيطالي، وأوستن دي بوردو الفرنسي. وأطلق عليه تاج محل.
وانحصرت الكتب في المعاهد الإسلامية من القرن الحادي عشر إلى أوائل الثالث عشر للميلاد في: الكشاف للزمخشري، وعوارف المعارف للسهروردي، ومقامات الحريري، وشاهنامة الفردوسي، والقانون لابن سينا. ثم اتسعت في نهاية القرن الرابع عشر لكتب: النحو والأدب والمنطق والتفسير والحديث والفقه والتصوف والطب.
ونشر الهنود: شرح القرآن للفيضي، وآخر لعبد الحكيم، وسلم العلوم المحب الله، والفتاوى للشيخ نظام، وتحفة المجاهدين لزين الدين، والجواهر لمحمد غوث.
وصنف شاه ولي الله كتاب حجة الله البالغة فعد من أمهات الكتب في الفلسفة