مقالة لفتت إليه الأنظار، فلما نال شهادته (١٩٠٨) وكان قد نشر ستة تواريخ بالحرف الكوفي (ليدن ١٩٠٦) قصد العلماء المتخصصين بالدين الإسلامي من المحدثين الغربيين مثل فيشير، وسنوك - هرجر ونجه، وجولد صهير (١٩٠٩ - ١٢) وأخذ عليهم في تلك السنوات مادة واسعة للكتاب الذي أعده رسالة لنيل الدكتوراه، وهو القسم السامي والدواعي المتصلة به والقسم في الإسلام (١٩١٢) في هذا الكتاب مهد الطريق لمصنفاته التي ألفها فيما بعد. وكانت طريقته أن يجرد نفسه من نظريات الغربيين الحديثة ويحاول أن يفهم بنفسه حقائقها من داخلها وعلى أصولها. وقد ظهرت في عام ١٩١٤ طبعة جديدة باللغة الألمانية توسع فيها كثيرة بما أضافه إليها. واتبع الطريقة نفسها في كتابه عن حياة الإسرائيليين الأولى الفكرية والاجتماعية بعنوان: إسرائيل، في مجلدين (١٩٢٠) وكان بحثا لم يسبقه أحد إليه عن كتاب العهد القديم. ومن سنة ١٩١٣ - ١٩٣٠ ساعد في وضع المعجم العربي الذي باشره فيشير في ليبزيج، وذلك بتهيئة شواهد عربية قديمة ولا سيما من الشعر الجاهلى. وفي عام ١٩١٦ انتدبته جامعة كوبنهاجن محاضرة فترجم القرآن إلى الدانمركية (استكهولم ١٩١٧) وفي سنة ١٩٢٠ - ١٩٢١ سافر إلى الشرق الأوسط إتماما لرحلته العلمية من قبل التي زار فيها مكتبات برلين، والأسكوريال، ولندن، وأكسفورد، وباريس. وليدن، ورومة، وليبزيج - ولطالما عاد إلى بعضها مرات استيفاء اللبحث - ومكث بمصر سبعة أشهر حيث اتصل بكل من له علاقة بالحياة الإسلامية في الأزهر، وفي طريق عودته عرج على فلسطين وسوريا ولبنان. وعند عودته كتب عدة مقالات عن مشاهداته، منها: جزيرة العرب والوهابيون، والدليل على اليوم الآخر في القرآن، والأزهر باعتباره جامعة إسلامية (١٩٢١) وسمي في السنة نفسها أستاذاً للغات الشرقية خلفاً لأستاذه بوهل. وله الفضل الأكبر في تعليم الطلبة الدانمركيين تعليماً عصريًّا، فبينما كان العلم مقصوراً على دراسة الشعر العربي القديم وعلم النحو أدخل على منهاج الجامعة دراسة الموضوعات الإسلامية كالعقيدة والفقه والفلسفة والصوفية. وقد صنف كتاباً في التصوف، باللغة الدانمركية خصص فيه باباً للتصوف الإسلامي ضمنه آراء وتفاصيل من مبتكرانه (١٩٢٣) وكتابا آخر بعنوان: الإسلام،