فقربوا ابن حصن، وابن زيدون، وابن اللبانة. وفي قرطبة: استوزر ابن حزم (المتوفى ١٠٧٤) مؤلف طوق الحمامة، والخصال، والفصل في الملل والأهواء والنحل، والمقتبس في تاريخ الأندلس.
وفي طليطلة: اشتهر الزرقاني (المتوفى ١٠٨٧) بالفلك - الذي عاون على وضع الزيج الطليطلي فأثرت ترجمته بعد فقد أصله في أوربا حتى عهد كولمبس - وابن البغونش بالفلسفة والرياضيات، وابن الوافد ومحمد التميمي بالطب. وابن أرفع رأسه بالشعر، وابن غيث بتحرير العقود، وصاعد الطليطلى والحجاري بالتاريخ.
وفي سرقسطة: كان المقتدر والمؤتمن من أنصار الفلسفة والرياضة والفلك. وقد صنف المؤتمن كتاباً في الفلك، ونزل بسرقسطة الفيلسوفان ابن جبيرول، وابن باجة وغادرها الطرطوشي صاحب كتاب سراج الملوك إلى الإسكندرية (١٠٨٩).
وفي المرية: مهد الوزير أحمد بن عباس للعلم والأدب بمكتبته التي ضمت أربعمائة ألف مجلد، فلجأ إليها من الشعراء: ابن شرف البرجي، وابن الحداد. وعاش فيها أبو عبيد الله البكرى (المتوفى ١٠٩٤) أحد طلائع رواد الجغرافيين صاحب المسالك والممالك.
أما الدويلات الأخرى فقد اقتصر ملوكها على الاحتفاظ بما لديهم من فن وأدب وعلم أو الترحيب بمن يفد عليهم من أصحابها.
وفي عهد المرابطين طفق الشعب يحتفل بأعياد غير إسلامية ويسير أعماله على التقويم الغربي ويلبس أزياءه ويتحدث بلغته، فلم يفت ذلك في عضدهم فجمع أبو يعقوب يوسف في داره حلقة من الشعراء والعلماء، وأقام بعضهم تراجمة على كتب أقليدس وأرسطو، وولى غيرهم كبار المناصب كابن رشد الذي جعله قاضي القضاة بأشبيلية. وممن اشتهر في عهد المرابطين: ابن خاقان، وابن بشكوال، والضبي، وابن خير، وأبو أحمد الغرناطي، وابن مسعود، وابن سهل الضرير، وجبير ابن أفلح الأشبيلي، وأبو الصلت الداني، وسفيان الأندلسي، وأبو العلا بن زهر، وابن أبي الخصالة، وعياش بن موسى، والرشاطي، وابن الباذش، وأبو بكر بن العربي.
وممن أشتهر في عهد الموحدين من الشعراء: أبو جعفر بن سعيد، وعبد الرحمن