ولما آب إلى روسيا (١٩١٠) عيّن مديراً لمكتبة قسم اللغات في جامعة بطرسبرج وفي خريف تلك السنة أصبح معيداً للعربية فيها. ثم رحل إلى ليبزيج وهاله وليدن لدراسة بعض المخطوطات في مكتباتها (١٩١٤) وفي عام ١٩١٧ سمي أستاذاً للعربية في جامعة بطرسبرج، وأخد يحاضر في قسم اللغات الشرقية منها في اللغة والحضارة والجغرافيا العربية. وعهدت إليه الحكومة السوفييتية بالكلية الشرقية التي أنشأتها في موسكو. ثم أشرف على القسم الشرقي في جامعة ليننجراد. وقد انتخب عضوا في مجمع العلوم الروسي خلفا لأستاذه روزين (١٩٢١) وفي جمعية المستشرقين، وفي المجمع العلمي العربي بدمشق (١٩٢٣) والمجمع العلمي بإيران. وأقيمت له حفلات أطرى في أثنائها على أنه مؤرخ التاريخ والأدب، والجغرافيا للعرب، وأديب وفي. وكتب عنه أعلام المستشرقين وناشئ وهم في أغراض متوزعة وبلغات متنوعة، وأجمعوا على الإعجاب به والثناء عليه. كما منحته حكومة السوفييت وسام لينين اعترافاً بفضله على الثقافة الروسية والعالمية في حفظ المكتبة من محاصرى ليننجراد. وقد توفي في ليننجراد.
آثاره: قيمة، وفيرة، تربو على أربعمائة وخمسين أثراً بين مصنف، ومترجم، وبين مفسر، ومنقود، ورسالة، باللغات الروسية والفرنسية والألمانية والعربية، في كبرى المجلات، ولا سيما مجلة الشرق البتر وجرادية- وقد طبع فهرس مؤلفاته (١٩٢١ - ٥٥) - من أشهرها: دراسة في إدارة الخليفة المهدي (نال عليها- وساماً ذهبياً ١٩٠٥) وشاعرية أبي العتاهية (١٩٠٦) والمتنبي والمعري (١٩٠٩) وترجمة رسالة الملائكة للمعري (١٩١٠)، ثم نشر المتن (١٩٣٢) ورسالة عن أثر الكتاب الروس في الأدب العربي المعاصر (١٩١١) وسيرة أبي دهبل الجمحي (١٩١٢) وترجمة لمختارات من الكتاب: كقاسم أمين، وأمين الريحاني، واليازجي، وغيرهم ترجمة كسا بها المعاني العربية صياغة روسية رائعة. وكتب في تاريخ الاستشراق الروسي، وذكر بالخير الشيخ الطنطاوي، وبندلي جوزي، ونشر مخطوطتين مجهولتين عن الجغرافيا، وعلم الفلك في الحبشة. وكتب عن إسبانيا المسلمة، وجنوب جزيرة العرب، والخلفاء العباسيين، وإيران، والقوقاز، وآسيا الوسطى، ونظرة في وصف مخطوطات ابن طيفور، والأوراق للصولي (١٩١٢) والحماسة للبحتري،