وترجم إلى اللاتينية من مخطوطات مكتبتها المصنفات الرياضية والفلكية كالزيج المنصوري - وسان كوجات، وسان ميليان، وثيلا نوبا، وسائر مدارس المستعمر بين في قرطبة. ومنذ القرن العاشر حملت الكاتدرائيات العبء الأكبر عن الأديار، فذاعت شهرة مدارس: أوبيدو، وليون، وبيك، وخيرونا، وبرشلونه، وسانتياجو دي كوبو ستيلا. وقامت مثيلات لها في: باريس وشارتر، وأورليان، وتور، ولاؤن، وريمس، وفي كبرى مدن إيطاليا وإنجلترا وبلجيكا وغيرها. ثم أنشأ الرهبان الفرنسيسكانيون دير عكا (١٢٢١) وعلم العربية فيه الأب روبرك. ومدرسة ميرامار (١٢٧٦) فأشرف عليها رايموندو لوليو خلال عشر سنوات، وتعلم فيها العربية أحد عشر راهباً، وقد عاون لوليو رايموندو مارتيني الدومينيكي واستأنف نشاطه دي ليرا الفرنسيسكاني في القرن الرابع عشر. وقرر مجمع طليطلة (١٢٥٠) الانفاق على ثمانية من الرهبان الدومينيكيين، على رأسهم رايموندومارتيني كانوا قد انقطعوا لدراسة العربية وصنف أحدهم أول معجم عربي إسباني (١٢٣٠) خلا نفر من زملائهم أرسلوا إلى باريس، لتعلم اليونانية والعربية والعبرية فيها (١٢٥٥) ثم كلفهم مجمع بلنسيه (١٢٥٩) تأسيس مدرسة للعربية والعبرية في قطلونيا (١٢٦١) وقد صنف أحدهم غليوم الطرابلسي كتاباً عن الإسلام، أهداه إلى من أصبح البابا غريغوريوس (١٢٧١ - ١٢٧٦) وألف دي مونتي كروسيس كتاباً عن عقائد تركيا والتتر.
وانتشرت مدارس الرهبان العربية في أشبيلية (١٢٥٠) وميورقه (١٢٥٥) وبرشلونه (١٢٥٩) وبلنسية (١٢٨١) وجانيفا (١٢٩١) وقد تطور بعض مدارس الكاتدرائيات إلى جامعات ونالت على غرارها حقها المعلوم في مساعدة الباباوات والملوك، ومن أشهرها:
جامعة بلنسية (١٢٠٨) التي انتقلت إلى صلمنكه (١٢٢٧) ومعهد الدراسات الشرقية في طليطلة (١٢٥٠) وجامعة بالما (١٢٨٠) وجامعة لشبونه (١٢٩٠) وجامعة لريدا (١٣٠٠) وجامعة بلد الوليد (١٣٠٤).
وكان دون رايموندو الأول رئيس أساقفة طليطلة (١١٢٦ - ١١٥١) قد أنشأ فيها مكتب المترجمين (١١٣٠) فنقل المسلمون واليهود والنصارى إلى اللاتينية