أمهات كتب الرياضيات والفلك والطب والكيميا والطبيعة والتاريخ الطبيعي وما وراء الطبيعة وعلم النفس والمنطق والسياسة، ومن أشهرها: أورجانون أرسطو بشروح الكندي والفارابي وابن سينا والغزالي ومختصراتهم له. ومؤلفات أقليدس وبطليموس وجالينوس وأبقراط، بشروح الخوارزمي والبتاني والبطروجي، كما نقلوا الكثير من مصنفات علماء العرب واليهود ومن أشهر المترجمين: جونثالث، ويوحنا بن داود الأسباني، ويوحنا الأشبيلي، وروبرت أوف تشتسر، وهرمان الدماطي، وأوجودي سانتلا، وأفلاطون التيفولى، وساراشل وغيرهم. وبفضل مكتب الترجمة والمدارس والمكتبات، ظلت طليطلة طوال قرنين ملتقى طلاب العلم، من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، يفدون عليها وينهلون من الثقافة العربية فيها ثم يرجعون إلى بلدانهم فيذيعونها بين أهلها.
ولم يقف رجال الدين والمثقفون عند الترجمة من العربية بل نقلوا إليها، وكتبوا بها وصنفوا فيها: فنقل من اللاتينية إلى العربية يوحنا رئيس أساقفة أشبيلية التوراة (٧٢٤) والأب فيسنتي ثمانية أجزاء في قوانين الكنيسة، وأهداها إلى الأسقف عبد الملك في أبيات من الشعر العربي الرصين مطلعها:
كتاب لعبد الملك الأسقف الندب جواد نبيل الرفد في الزمن الحدب
ونقل إسحق فلاسكز إنجيل لوقا (٩٤٦).
وصنف ربيع بن زيد الأسقف كتاباً في تفصيل الأزمان ومصالح الأبدان، وآخر بعنوان الأنواء. ووصف أسقف جرتز رحلته إلى قرطبة في كتاب نفيس. واستمروا على ذلك حتى بعد أن استعاد ألفونسو السادس طليطلة (١٠٨٥) وغيره غيرها. فألف بدر وألفونسو (١٠٦٢ - ١١١٠) كتاباً بالعربية عنوانه: تعليم رجال الدين، ثم ترجمة إلى اللاتينية، ومنها نقل إلى لغات كثيرة، وقد طواه على ثلاث وثلاثين قصة شرقية اقتبسها عن حنين بن إسحق، ومباشر، وكليلة ودمنة، كما ألف محاورات مع اليهود ورسائل فلكية وخرائط جغرافية حققها فاليكروسا (تربيز ١٩٣٧) وصنف جونثالث، إلى جانب ترجماته في مكتب طليطلة، عدة كتب من أشهرها: خلود الروح، معتمداً على ابن سينا، وابن جبير ول. وحول فيض العالم، ناحياً