للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: إذا توجه أهل الجنة إلى الجنة مروا بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان، فيشربون من أحداهما فتجري عليهم نضرة النعيم فلا تتغير أبشارهم، ولا تشتعث أشعارهم أبدًا، ثم يشربون من الأخرى فيخرج ما في بطونهم من الأذى، ثم تستقبلهم خزنة الجنة فتقول لهم: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزمر: ٧٣] " (١).

وذكره ابن المبارك (٢) قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي أنه تلا هذه الآية: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا﴾ [الزمر: ٧٣] وجدوا عند باب الجنة شجرة يخرج من ساقها عينان، فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا بها، فاغتسلوا منها، فلم تشعث رؤوسهم أبدًا (٣)، ولم تغير جلودهم بعدها أبدًا، كأنما دهنوا بالدهن، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فظهرت أجوافهم، وغسلت كل قذر فيها وتتلقاهم الملائكة خزنة الجنة على كل باب من أبواب الجنة، فتقول لهم (٤): ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ ثم يتلقاهم الولدان يطوفون بهم كما يطيف ولدان الدنيا بالحميم، يجيء من الغيبة يقولون: أبشر أعدّ الله لك كذا وكذا (٥)، ثم يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه (٦) فيقولون: قد جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا، فتقول له: أنت رأيته؟ فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة الباب ثم يرجع فينظر إلى تأسيس بنيانه من جندل اللؤلؤ أخضر وأصفر وأحمر من كل لون، ثم يجلس فينظر، فإذا زرابي مبثوثة وأكواب موضوعة، ثم يرفع رأسه إلى سقف (٧) بنيانه، فلولا أن الله تعالى قدره له لألمّ


(١) ذكره الطبري في تفسيره عن علي ٨/ ١٨٤.
(٢) في الزهد له ص (٥٠٩ - ٥١٠).
(٣) في (ع، ظ): رؤوسهم بعدها أبدًا، وفي الزهد: فلم تشعث أشعارهم أبدًا.
(٤) (خزنة الجنة على كل باب من أبواب الجنة، فتقول لهم): ليست في (ع).
(٥) (أبشر أعدّ الله لك كذا وكذا): ليست في (الزهد)
(٦) في (الزهد): من أزواجه من الحور العين.
(٧) في (ع، ظ): ثم يرفع رأسه فينظر إلى سقف، وفي (الزهد): ثم يرفع طرفه إلى سقفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>