للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يذهب بصره (١)، إنما هو مثل البرق، ثم يقول: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ [الأعراف: ٤٣].

[وذكر القتبي في عيون الأخبار مرفوعًا عن علي أنه قال: سألت رسول الله عن قول الله ﷿: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥)[مريم: ٨٥] ما هؤلاء الوفد؟ قال: "يحشرون ركبانًا، ثم قال: والذي نفسي بيده أنهم إذا خرجوا من قبورهم ركبوا نوقًا عليها رحائل الذهب مرصعة بأنواع الجواهر فتسير بهم إلى باب الجنة، قال (٢): وعند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان يشربون من أحد تلك العيون فإذا بلغ الشراب الصدر أخرج الله كل ما في قلوبهم من غل، فإذا بلغ الشراب البطن طهرهم الله به من دنس الدنيا وقذرها، فذلك قوله تعالى: ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ قال: ثم يغتسلون من العين الأخرى، فلا تشعث رؤوسهم ولا تتغير ألوانهم قال: ثم يضربون حلق باب الجنة فلو سمعت الخلائق طنين الأبواب لافتتنوا بها، فيبادر رضوان فيفتح لهم فينظرون إلى حسن وجهه فيخرون ساجدين فيقول لهم رضوان: يا أولياء الله أنا قيِّمكم الذي توكلت بكم وبمنازلكم فينطلق بهم إلى قصور من فضة شرافاتها (٣) من ذهب يرى ظاهرها من باطنها من النور والرقة والحسن، قال: فيقول أولياء الله عند ذلك يا رضوان لمن هذا؟ فيقول (٤): هذا لكم، فقال رسول الله : فلولا أن الموت يرفع عن أهل الجنة لمات أكثرهم، ثم قال: يريد أحدهم أن يدخل قصره فيقول رضوان: اتبعني حتى أريك ما أعد الله لك فيمر به فيريه قصورًا وخيمة وما أعطاه الله ﷿ قال: ثم يأتي به إلى غرفة من ياقوتة من أسفلها إلى أعلاها مائة ذراع (٥) قد لونت بجميع الألوان على جنادل الدر والياقوت، وفي الغرفة سرير طوله فرسخ في عرض مثل ذلك عليه من


(١) في (جميع النسخ): فلولا أن الله تعالى قدر ذلك لأذهب ببصره، والتصويب من مصدر المصنف.
(٢) (قال): ليست في (ظ).
(٣) في (ظ): سرادقاتها.
(٤) في (ظ): قال: فيقول.
(٥) في (ظ): مائة ألف.

<<  <  ج: ص:  >  >>