للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفراش (١) كقدر خمسين غرفة بعضها فوق بعض قال رسول الله فذلك قوله ﷿: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤)[الواقعة: ٣٤] وهي من نور والسرير من نور، وعلى رأس ولي الله تاج له سبعون ركنًا في كل ركن سبعون ياقوتة تضيء وقد رد الله وجهه كالبدر، وعليه طوق ووشاح يتلألأ من نور، وقد سُوّر بثلاثة أسورة سوار من ذهب، وسوار من فضة، وسوار من لؤلؤ، فذلك قوله ﷿: ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾ [الحج: ٢٣]] (٢).

قال ابن عباس : الجنات سبع: دار الجلال، ودار السلام، وجنة عدن، وجنة المأوى، وجنة الخلد، وجنة الفردوس، وجنة النعيم (٣).

[وقيل: إن الجنان أربع لأن الله تعالى يقول: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٦٢)[الرحمن: ٤٦]، وقال بعد ذلك: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢)[الرحمن: ٦٢] ولم يذكر سوى هذه الأربع جنة خامسة، فإن قيل: فقد قال: ﴿عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾ [النجم: ١٥] قيل: جنة المأوى اسم لجميع الجنان، يدل عليه أنه قال: ﴿فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٩].

والجنة اسم الجنس، فمرة يقال: جنة، ومرة يقال: جنات، وكذلك جنة عدن وجنات عدن؛ لأن العدن الإقامة، وكلها دار للإقامة كما أن كلها دار المؤمنين (٤)، وكذلك دار الخلد ودار السلام؛ لأن جميعها الخلود والسلامة من كل خوف وحزن، وكذلك جنات النعيم وجنة نعيم؛ لأن كلها مشحونة بأصناف النعيم، ذكره الحليمي في كتاب منهاج الدين له (٥)، وقال (٦): إن ما منعنا أن نجعل لكل واحدة من العدن والمأوى والنعيم جنة سوى الأخرى؛ لأن الله تعالى إن كان سمى شيئًا من هذه الأشياء جنة في موضع فقد سمي الجنات كلها بذلك إلا في موضع آخر، فعلمنا أن هذه الأسماء ليست لتمييز جنة من جنة؛ ولكنها للجنان أجمع لا سيما وقد أتى الله بذكر العدد فلم يثبت إلا


(١) في (ظ): الفرش.
(٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٣) لم أقف على من ذكر قوله.
(٤) في (ظ): مأوى المؤمنين.
(٥) ١/ ٤٧٤.
(٦) الحليمي أيضًا في المنهاج في شعب الإيمان ١/ ٤٧٤ - ٤٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>