للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أربعًا، وقد أثبت لهذه الجنات أبوابًا فقال: ﴿وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ [الزمر: ٧٣] فقال : "إن أبواب الجنة ثمانية" فيحتمل أن يكون ذلك؛ لأن لكل جنة من الجنان الأربع، بابين، ووصف أهل الجنة وصنفهم صنفين أحدهما السابقون المقربون، والآخرون أصحاب اليمين، فعلمنا أن السابقين أهل الجنة العليين في قوله تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦)﴾، وأهل اليمين أهل الجنة الدنيين في قوله: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢)﴾ وبهذا جاءت الروايات، روى سعيد بن جبير عن ابن عباس: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦)﴾، إلى قوله: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢)﴾ قال: فتانك للمقربين، وهاتان لأصحاب اليمين، وعن أبي موسى الأشعري نحو ذلك، قوله تعالى] (١): ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا﴾ [الحج من ٢٣].

قال المفسرون: ليس أحد من أهل الجنة إلا في يده ثلاثة أسورة: سوار من ذهب، وسوار من فضة، وسوار من لؤلؤ (٢). قال هنا: ﴿مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا﴾ [الحج: ٢٣]، وقال في أخرى (٣): ﴿وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ﴾ [الإنسان: ٢١]، وفي الصحيح: "تبلغ الحلية من المؤمن حيث بلغ الوضوء" (٤). وقرئ: ﴿وَلُؤْلُؤًا﴾ بالنصب (٥) على معنى: ويحلون لؤلؤًا، وأساور جمع أسورة، وأسورة: واحدها سوار، وفيه لغات: ثلاث ضم السين، وكسرها، وأساور.

قال المفسرون: لما كانت الملوك تلبس في الدنيا الأساور والتيجان جعل الله ذلك لأهل الجنة إذ هم ملوك لقوله تعالى: ﴿وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾ [الحج: ٢٣].


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٢) رواه الديلمي في فردوسه ٢/ ٢٨٦، ح ٣٣٢٠، قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، انظر الموضوعات ٢/ ٣٧٣، ح ٩٤٧.
(٣) في (ع): وقال في آية أخرى.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه ١/ ٢١٩، ح ٢٥٠.
(٥) وهي قراءة نافع وعاصم وأبو جعفر، وأما قراءة الجر المتقدمة فقراء بها بقية القراء، انظر: إتحاف فضلاء البشر ص (٣١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>